المستخلص: |
يقدم هذا المقال بعض الأفكار الأولية حول رواية الدولة الواحدة ، ومن خلال ثلاث خطوات ، هي: 1 - إثبات أن إطار الاستعمار الاستيطاني المقارن هو أكثر تفسير صالح لتاريخ فلسطين وإسرائيل منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى اليوم . فالجدل قائم اليوم على أن هذا الإطار لا يقدم فقط تفسيرا صادقا لما حدث ، ولكنه يتعدى ذلك ليثبت أن تاريخ السكان الأصليين ومجتمعات الاستيطان ، لا يمكن فهمه على نحو منفصل ، كونهما مكونين متشابكين ضمن نسق واحد. بالإضافة إلى ذلك، فإن منهج الاستيطان المقارن لا يضع القناع ، ولا يجانس الطبيعة الصراعية القاسية لعملية التفاعل بين المجتمعين. 2 - تهديم الأسس العقائدية لرواية الاستيطان الصهيونية . فقد أوضحت كيف أن هذا الوعي الكاذب الذي يعزز من حصانة كلا المجتمعين أحدهما تجاه الأخر، ويجعل من مساراتهما التاريخية متوازية ، بحيث لا تلتقي أبدا، يتم التعبير عنه رسميا على أنه حالة فعلية صادقة وموضوعية . كما شددت على حقيقة أن هذه الرؤية انبثقت من الجانب الإسرائيلي الصهيوني ، ليس من اليمين المتعنت (الذي يعتنق كل أو بعض أجزاء هذه الرواية )، ولكن من الحركة العمالية الصهيونية ومعسكر السلام الليبرالي الإسرائيلي . من الواضح أن لهذه الرواية دورا وثيق الصلة بما نادى به هذا المعسكر من تقسيم للبلاد، أو تسويات إقليمية ، ومؤخرا حل الدولتين. 3 - محاولة التفكير في الأرض وتاريخها بطريقة تظهر أن ملامح ومصير مجتمعاتها مترابطة مع بعضها البعض ، وأنها جزء من كل . وبالرغم من أن الدراسات المرموقة التي قام بها لوكمان وشافير، والشعر الذي نظمه أفوت يشورون الثائر على المعتقدات والمؤسسات التقليدية ، لم تتبن أي إطار سياسي مشترك كحل لمأساة فلسطين وإسرائيل ، إلا أنها من الناحية الأكاديمية والجمالية والأخلاقية ، تظهر حقيقة أن مصير هذين المجتمعين واحد لا يمكن فصله .
|