المصدر: | المستقبل العربى |
---|---|
الناشر: | مركز دراسات الوحدة العربية |
المؤلف الرئيسي: | السيد، عبدالعزيز (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج33, ع380 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
الشهر: | أكتوبر |
الصفحات: | 164 - 175 |
ISSN: |
1024-9834 |
رقم MD: | 723554 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن محاولة استقصاء المعوقات والسلبيات التي تعتور العمل الحزبي القومي لا تهدف، بأي حال، إلى التقليل من شأن الأحزاب العربية، بل إنها تنطلق من الإيمان القومي بدور الأحزاب المأمول في العبور بالأمة نحو المستقبل، بمعنى أن الحديث عن الحاضر والواقع إنما هو قطعا برسم المستقبل. وان مخرجات العمل الحزبي ليست في المحصلة سلبية بمقدار ما هي بحاجة إلى تطوير وإصلاح وتنمية سياسية شاملة، شأن المجتمع العربي، وذلك على قاعدة تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات. وقد استطاع الكثير من الأحزاب العربية، التي انطلقت من فهم واع واستراتيجي للواقع العربي في ظل المعطيات التي فرضتها التطورات العالمية الجديدة، التي حاول الطوفان الإعلامي والمعلوماتي أن يغرق قوى الأمة في لججها السوداء، أن يحقق إنجازات هامة وانتصارات على مستوى الداخل القطري، وكذلك في المعارك مع أعداء الأمة، وهو ما يؤكد أن عجز النظام العربي عن تأدية دوره، قطريا وقوميا، لا يعني أن انهيار الدور الشعبي عبر القوى الحية، والأحزاب في مقدمها، أمر حتمي، بل إن الرهان على الدور الحزبي قائم وصائب. ومن المناسب الإشارة إلى أن من أهم ما ينبغي على الأحزاب الالتفات إليه هو إعادة تحديد طبيعة المرحلة التي تعيشها الأمة وسماتها؛ فالوطن العربي ارتكس ليعود إلى "مرحلة التحرر الوطني" بعد احتلال العراق والصومال واستمرار احتلال فلسطين، وما يتهدد لبنان والسودان من مخاطر -أقلها محاولات التجزئة والتقسيم -ومفاعيل مشروع الشرق الأوسط الجديد /الكبير، وهي مرحلة توجب على جميع الأحزاب والقوى بمختلف تياراتها واتجاهاتها (ما عدا المرتبطين بالأعداء) الالتقاء لطرد الاحتلال، واستعادة الاستقلال، والتحرير كمهمة أولى، ولاسيما أن الشعب العربي في مختلف أقطاره مازال في عنفوان طاقاته وجاهزيته للعطاء اللامحدود، بالرغم من حجم المعاناة. إن هذا الفهم لطبيعة المرحلة ينبغي أن لا يغرقنا في المتاهة التي عاشتها الأمة خلال نكبة 1948 وهزيمة 1967 اللتين ساد فيهما شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، بمفهومه الذي عطل طاقات الأمة عقودا، بل إن جزءا من متطلبات المعركة وإدارتها هو التعددية، والحريات العامة، وحقوق الإنسان، والإصلاح الشامل، فالعبيد لا يبنون وطنا، ولا وطن حرا دون مواطنين أحرار. |
---|---|
ISSN: |
1024-9834 |