المستخلص: |
إن اللغة العربية لغة أدبية ذات تعبير فني مقصود، طوعها المتكلمون بها للتعبير عن المواقف الكلامية والنفسية المختلفة، واكب دارسوها على تأصيل قواعدها، وبيان مستويات وجماليات الأداء فيها، فتعرضوا بالبيان والتوضيح للمواضع التي لا يكون فيها الكلام جاريا على وفق القياس اللغوي للجملة من حيث محامل أركانها، ومنها (الحذف). وباعتبار الحذف ظاهرة لغوية تشترك فيها كثير من اللغات الإنسانية، إلا أن مظاهرها تتجلى في العربية اكثر من غيرها، بسبب ميل العربي إلى الإيجاز الذي تتعدد طرقه وتكثر أغراضه بسبب الانحراف عن المستوى التعبيري العادي. فجاء الحذف في العربية لأسباب كثيرة وشروط عدة وأنواع مختلفة تناولها اللغويون والبلاغيون، لذلك تكررت هذه الظاهرة وأخذت أشكالا عدة وصورا مختلفة في الحديث النبوي الشريف تختلف باختلاف المقصد والغاية من وراء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
|