المصدر: | التجديد |
---|---|
الناشر: | الجامعة الإسلامية العالمية |
المؤلف الرئيسي: | الخير آبادي، محمد أبو الليث (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج10, ع20 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ماليزيا |
التاريخ الميلادي: |
2006
|
التاريخ الهجري: | 1427 |
الشهر: | أغسطس / رجب |
الصفحات: | 71 - 94 |
ISSN: |
1823-1926 |
رقم MD: | 725403 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
رأينا أن العصرانية والعقلانية اسمان لمسمى واحد، سعتا تحت تأثير دراسات المستشرقين إلى التوفيق بين نصوص الشرع وبين الحضارة الغربية والفكر الغربي المعاصر بالتنازل عن كثير من تعاليم الإسلام، كما هو حال دراسات العصرانيين من الهنود رائدهم السيد أحمد خان (1817-1898م) في الديار الهندية، وأصحاب المدرسة العقلية ورائدهم محمد عبده وتلاميذه في العالم العربي. اعتبر سيد أحمد خان القرآن وحده الأساس لفهم الإسلام. ولا يمكن الاعتماد عنده على الأحاديث، ولا الاحتجاج بها، لشكوك وشبهات حولها، منها: تناقلها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على الألسنة إلى عهد التصنيف في الكتب التي كان مبناها روايات الذاكرة، والبعد الزمني كفيل بمزج الزائد بها وإضافة الجديد إليها، وتدوينها في القرن الثاني من الهجرة في عصر مضطرب بالصراعات السياسية والاختلافات الدينية مما كان له أثره في كثرة الأحاديث الموضوعة. ثم ما دون في كتب الحديث إنما هو ألفاظ للرواة، ولا نعرف ما بين اللفظ الأصلي الصادر من شفتيه صلى الله عليه وسلم والمعبر به، من وفاق أو خلاف، وليس من العجب أن يخطئ أحد الرواة في فهم الحديث، مما يكون سببا في ضياع المفهوم الصحيح. ورفض معايير المحدثين لنقد الحديث، ودعا إلى استخدام ما سماه" مقاييس النقد العصري"، وهي ما يتفق نظره مع روح القرآن. وأن يكون قول الرسول بالجزم واليقين، وأن توجد شهادة تثبت أن الكلمات التي أتى بها الراوي هي الكلمات النبوية بعينها، وأن لا يكون للكلمات التي أتي بها الرواة معان سوى ما ذكره الشراح، وما يتفق مع العقل والتجربة البشرية، وما لا يناقض حقائق التاريخ الثابتة. ومن هنا فهو يقبل من الأحاديث: المتواترة بالتواتر اللفظي دون إخضاعها للنقد. ويقبل من المشهورة ما تخضع للنقد على معياره السابق. وأما أحاديث الآحاد فهو لا يميل إلى قبولها مطلقا. وقد أصبح منهجه ذاك في شأن الحديث مدرسة فكرية تأثر بها تلاميذه وخلفاؤه إلى اليوم، ومن أشهر تلاميذه جراغ علي، وأمير علي، وخدا بخش الشاعر، وغلام أحمد برويز، وخليفة عبد الحكيم، ومولانا محمد علي جوهر أحد قادة الحركة الأحمدية. أما ما يتعلق بموقف السيد جمال الدين الأفغاني من السنة أو الحديث فأنا أجده على مسلك جمهور الأمة الإسلامية، ولم يحد عنه قيد أنملة. وأما رائد المدرسة العقلية الشيخ محمد عبده فقد كان نسخة ثانية في مصر للسيد أحمد خان في الهند، فدعا إلى فهم الدين علي طريقة السلف قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولي، وينابيع الإسلام في سذاجته التي ورد بها من صاحب الدين نفسه هي الكتاب وقليل من السنة في العمل، ولما كان الثابت المتواتر من السنة قليلا فقد صرح الشيخ في تفسير سورة الفاتحة " أنه يجب أن يكون القرآن أصلا، تحمل عليه المذاهب والآراء في الدين". والرائد الثاني للمدرسة العقلية هو الشيخ رشيد رضا (1865-1935 م)، وهو التلميذ الوفي لمحمد عبده. لجأ في نصرة ما يراه موافقا للعقل والعصر، والشيخ ليس من منكري السنة، بل هو من القائلين بحجيتها من حيث الجملة. إلا أنه قال: إن السنة ليست دينا عاما بحجة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة السنة، وعدم كتابة الصحابة لها. وعدالة الصحابة عنده أغلبية وليست مطردة؛ إذ كان في عهد النبي صلي الله عليه وسلم منافقون. مراسيل الصحابة وموقوفاتهم غير مقبولة؛ لأنهم ربما رووها عن كعب الأحبار ووهب بن منبه اللذين بثا الإسرائيليات. وأخبار الآحاد عنده حجة على من اطمأن قلبه إليها، لا على غيره لأنها ظنية الثبوت. وأحاديث أشراط الساعة أثبتها من حيث الجملة، وأنكر أحاديثها من حيث التفصيل. وأما الدكتور توفيق صدقي فهو طبيب مصري، قال: إن "الإسلام هو القرآن وحده"، واستبعد حجية السنة متعللا بما تذرع بها القرآنيون والشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا، وبأن السنة كانت خاصة بمن كان في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم. وأما الأستاذ أحمد أمين فهو كاتب وأديب معروف. ذهب إلى أن السنة لم تدون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بل كان بعض الصحابة يكتبون لأنفسهم فقط. واستظهر أن الوضع في الحديث حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بحديث غير ثابت. وبدليل أن الإمام البخاري اختار صحيحه من ستمائة ألف حديث كانت شائعة في عصره. واتهم المحدثين بأنهم لم يعنوا بنقد المتن عشر ما عنوا بنقد السند. وأن بعض الصحابة شكوا. |
---|---|
ISSN: |
1823-1926 |