ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا









الوطن البديل: تهديد حقيقي، أم مجرد فزاعة

المصدر: شؤون فلسطينية
الناشر: منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
المؤلف الرئيسي: سلامة، عبدالغني (مؤلف)
المجلد/العدد: ع261
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: خريف
الصفحات: 111 - 125
رقم MD: 727710
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

48

حفظ في:
المستخلص: • بعد عقود من الصراع، وجد الكيان الإسرائيلي نفسه مرغما على مواجهة واقع جديد، ومرغمــا على حل مأزقه التاريخي، خاصة بعــد أن فشلت مخططاته في تحقيــق أهدافه القديمة "الضم أو الترانزفير"، الأمــر الذي دفع بالقيادة الإسرائيلية إلــى اتخاذ قــرار الفصل بين الشعبــين والبحث عن بدائل أخــرى، والتي من بينها مشروع الوطن البديل. • وإزاء كافــة المشاريع والمبادرات السياسيــة "الدولية والإقليمية" ظلت إسرائيل تتعاطــى معها مدفوعة بهاجس الإبقاء علــى احتلالها وسيطرتها على الأراضي المحتلة، وتضع العراقيل والعقبــات أمام مسيرة السلام، وتسعى بنشاط محموم لفرض الحقائق على أرض الواقع، بحيث تقطع أوصال الضفة الغربية بالمستوطنات ،وتضمــن هيمنتها على القــدس، وتبقي قطاع غزة معــزولا ومحاصرا، وفي نفس الوقــت تسعى لإيجاد جهة ما تدير السكــان، وتعفيها من تبعات الاحتلال، وتمنع المقاومــة بجميــع أشكالها. وللتهرب مــن أي ضغوطات دوليــة، تسعى إسرائيل لتصديــر أزمتها إلــى الأردن ومصر، ما يعني أن أي استجابــة ولو شكلية من قبل إسرائيل تجاه عملية السلام، لا تخرج عن سياق محاولاتها لفرض الهيمنة، سعيا وراء هدفها الأعظم وهــو تصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. • اليــوم، بــات واضحا أن عمليــة السلام تعاني من مأزق حــاد وعميق، يجعل من كافــة البدائل المتاحة أسوأ مــن بعضها، فبسبب التعنــت الإسرائيلي والانحياز الأمريكي، تعثرت عملية السلام، ولم تسفر المفاوضات عن شيء ملموس. • مــن السيناريوهــات المطروحة والتي تطفو على السطــح بين الحين والآخر، هو تسليــم الضفة الغربية للأردن وقطاع غزة لمصــر، أو فرض مشروع الوطن البديل ،وهي سيناريوهــات مرفوضة وطنيا وعربيا، لأنها ببساطــة تعني التضحية بكل المنجــزات التي تحققت، وضياع قــرن كامل من الكفاح الوطني هباء منثورا .. وهي أيضــا خيــارات مستبعدة موضوعيــا، فالكيانية الفلسطينيــة باتت من حقائق المنطقة، والدولــة الفلسطينية صارت جزءا من الرؤية الدولية للحل، فضلا على أن كلا من مصر والأردن ترفضان هذه الحلول. • الأردن يرفــض الوطــن البديــل ليس لأنه يتخــوف من أية تغييــرات فجائية في التركيبة الديموغرافية للبلد وحسب، بل لأن مثل هكذا حل سيكون على حساب الأردن، دولة وكيانا. أما مصر فلا مصلحة لها في ضم قطاع غزة إلى نظام حكمها ،لأنها ستكون بذلك كمن يجلب الدب إلى كرمه . • "الكونفدرالية، أو الفيدرالية"، قبل قيام الدولة الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطيني على حقه بتقرير المصير، واعتراف العالم بذلك، تعني تمريرا لمشاريع إسرائيليــة تصفويــة، لأن أي حل يــؤدي إلى ضيــاع أو تفتيــت أو تهميش الهوية الوطنيــة والكيانية السياسيــة للشعب الفلسطيني تعنــي تصفية القضية ،وبالتالــي فإن أي حل في جوهــره تصفية القضية الفلسطينيــة سيمثل خطرا استراتيجيا على الأردن وفلسطين معا، ولا يمكن أن يفيد طرفا على حساب الآخر . • مشــروع الوطن البديل إذا ما تم سينهي الحقــوق الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينيــة، وسيلغي حق تقريــر المصير، وسيعمل على تثبيــت الاحتلال، وبقاء المستوطنــات، وسيلغــي نهائيا حــق اللاجئــين الفلسطينيين فــي عودتهم إلي أراضيهم وديارهم عــام 1948. والخطر الحقيقي يهدد الأردن أيضا، لأنه سيؤدي إلى تغــول واستفــراد إسرائيل في الأردن، ومن ثم فرض هيمنتهــا المطلقة على كافة دول المنطقة. • مشــروع الوطــن البديل سواء كان تهديدا جديا، أو كان مجرد فزاعة، يستوجب التصدي لــه بحزم، بانتهاج كــل الأساليب والأدوات على كافــة الصعد الفكرية والسياسيــة والإعلامية والكفاحية، وإجهاضه قبل أن ينمــو ويكبر ويصبح أمرا واقعيــا، ومن خلال تجديــد وتفعيل كل المرجعيــات الدولية التي توفــر إطارا عاما لحل القضية الفلسطينية وبمزيد مــن التنسيق الفلسطيني العربي، ونبذ حالة الانقسام الفلسطيني التي توفر الذرائع والمبررات لهذه الخيارات. • لا خــلاف علــى أن الشعبــين الأردنــي والفلسطينــي تربطهما أقــوى الصلات التاريخيــة، والمصير الواحد، والمصالــح المشتركة، ولا يعتــرض أي وطني "أردني أو فلسطينــي" على تمتين وترسيخ العلاقات بين البلديــن، ضمن أي صيغة وحدوية ،انطلاقا من مبادئ العروبة والوحدة والهم المشترك؛ ولكن شريطة أن لا تخدم تلك الصيغة المشروع الإسرائيلي، أو تكون استجابة لإملاءات أمريكية؛ فلا يوجد أردني يقبــل بتصفية القضية الفلسطينية، ولا يوجــد فلسطيني يقبل بإلغاء الدولة الأردنية.

عناصر مشابهة