المستخلص: |
وبعد، فمعلوم أن الاشتغال بعلم الفقه من أجل الأمور شأنا وأرفعها قدرا؛ لذا كتب الله له الذيوع والانتشار، وقيض له من يخدمه من الجهابذة الأخيار، فعملوا على ترتيب متونه، وضبط رسومه، فظهرت بفضلهم سوابغ النعم، وتوالت تواليفهم في الفقه والسنن، فقد كتب الله للمهتمين أن يسيروا على نهج المتقدمين، وما نحن فيه اليوم يجسد ذلك السير، فعسى أن يجعل الله من الخلف النبراس الذي يحتذي، والقبس الذي يقتدي؛ لذا اخترت أن أترجم مشاركتي بـ: "المتون المالكية وأثرها في حراسة المادة الفقهية"، وباستيفاء النظر في قيوده وجدته مؤسسا على قضية تحتها مسألتان: - إحداهما: لها تعلق بمسمى المتون، والثانية بمسمى الحراسة. أما القضية فتصدق على المنهجية الفقهية في مؤلفات المالكية، وبابها الحديث عن طرق عرضها وبيان أهميتها في تقرير الأحكام وتوجيه تعلقها بأفعال الأنام. وأما المسألة الأولى: فتعنى بمسمى المتون وتخليص قول المذهب في اصطلاحيتها؛ لأنها اسم واقع بالاشتراك على أضرب من الأشكال النصية، ولا سبيل إلى دركها إلا بتعيين الحيثية باعتبارها من لوازم الخصوصية. - وأما المسألة الثانية: فيتقوم العمل فيها بترديد النظر في أثر تلك المتون في حراسة المادة الفقهية، وذلك من خلال نماذج نحسب أنها كشف جديد لطلاب الدراسات الشرعية؛ لأنا لا نعلم من عرف بحقيقتها الوجودية، وإنما اقتصر العلم بها في المسطور في التراجم المعجمية، وهذه دعوى بحاجة إلى إقامة الحجة عليها صحة أو فسادا، وقد لا يتأتى إلا برد محمول الحراسة على موضوع المتن، وهو ما سنعمل على تجليته في مصنفات السادة المالكية.
|