| المستخلص: |
أُجريت هذه الدراسة على رياح البوارح, وهي الرياح الهابة صيفًا من الجهات الشمالية على أراضي المملكة العربية السعودية, وذلك بسبب تأثر مناخ المملكة العربية السعودية بمنخفض الهند الموسمي, وقد استُخدم في الدراسة بيانات مناخية لـ 22 محطة مناخية تابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للفترة من عام 1985-2010م, وهذه المحطات موزعة على جميع جهات المملكة العربية السعودية. كما استخدمت الدراسة المعادلات الرياضية والبرامج الحاسوبية للتعامل مع البيانات المناخية, وتطبيق الأساليب الإحصائية, ورسم وردات الرياح. وقد أظهرت الدراسة أن جميع محطات الدراسة تتعرض لهبوب رياح البوارح ما عدا محطات: المدينة المنورة, وينبع, والطائف, وجازان, مما يعني أن رياح البوارح تهبّ في فصل الصيف علي جميع جهات المملكة العربية السعودية, ولكن تختلف تكراراتها من محطة لأخرى. وأوضحت الدراسة أن رياح البوارح هي الرياح السائدة في فصل الصيف في محطات: الأحساء, والرياض, ومكة المكرمة, وتبوك, وجدة, والقصيم, والظهران, وحائل, والباحة, ورفحاء, وحفر الباطن. كما تسود هذه الرياح في بعض شهور فصل الصيف في محطتي: وادي الدواسر, ونجران, أما المحطات التي تهب عليها رياح البوارح لكنها ليست السائدة فيها, فهي محطات: عرعر, والقريات, والجوف, والوجه, وأبها. ويكون الاتجاه الشمالي هو الاتجاه السائد لرياح البوارح في معظم محطات الدراسة يليه الاتجاه الشمالي الغربي, يليه الاتجاه شمال الشمال الغربي, ويقل هبوبها من جهة شمال الشمال الشرقي, وجهة الشمال الشرقي. وبينت الدراسة أن محطة الأحساء تحتل المرتبة الأولى من بين محطات الدراسة في أعلى تكرار لهبوب رياح البوارح؛ حيث بلغ معدل هبوبها الفصلي في فصل الصيف 75%, تليها محطات: الرياض, ومكة المكرمة, وتبوك (73,2% - 70,2% - 67,1%) على التوالي. كما بينت الدراسة أن سرعة رياح البوارح تزداد في شهري يونيو ويوليو, وتنخفض في شهر أغسطس, وأن أعلى سرعة لرياح البوارح كانت في محطة القريات؛ إذ بلغ متوسط سرعتها في شهر يونيو 20,4كم/ساعة, وفي شهر يوليو 21,9كم/ساعة, وفي شهر أغسطس 20,6كم/ساعة, وأقل سرعة لرياح البوارح كانت في محطة مكة المكرمة إذ بلغت في شهر يونيو 5,9كم/ساعة, وفي شهري يوليو وأغسطس 5,5كم/ساعة. ويكون الاتجاه الشمالي الغربي هو أسرع اتجاهات رياح البوارح في أغلب محطات الدراسة يليه الاتجاه شمال الشمال الغربي. وأظهرت الدراسة أن محطات: الظهران, والقريات, والباحة, والأحساء, والوجه, وحفر الباطن, والرياض, تتعرض لهبوب رياح البوارح النشطة التي تصل سرعتها 19,8كم/ساعة أو تتجاوزها, وذلك في معظم الأيام التي تهب فيها. وأظهرت الدراسة أن هناك تباينًا واضحًا في الفترة التي تهب فيها رياح البوارح, وعدد أيام هبوبها من عام لآخر ومن محطة لأخرى. ووجدت الدراسة أن هبوب رياح البوارح النشطة يبدأ في معظم سنوات الدراسة مع بداية شهر يونيو وينتهي في آخر شهر أغسطس. وأوضحت الدراسة أن لرياح البوارح تأثيرًا على خفض نسب الرطوبة النسبية في محطات الدراسة وخاصةً محطات: الظهران, وأبها, ومكة المكرمة, وجدة, أما تأثيرها على درجة الحرارة فهو محدود. وتوصلت الدراسة إلى أن الانسياق الرملي, والغبار, هما من أخطر الآثار البيئية الطبيعية التي تُحدثها رياح البوارح في منطقة الدراسة, وأكثر محطات الدراسة تأثرًا بهما هي محطات: الظهران, والأحساء, والقريات, ولرياح البوارح تأثيرات سلبية على صحة الإنسان تشمل أمراض: الجهاز التنفسي, وأمراض العيون, والحساسية, كما أن لرياح البوارح تأثيرات سلبية على قطاعات النقل, والسياحة, والزراعة, وعلى التجمعات السكانية في المدن التي تهب عليها.
|
