المستخلص: |
يتحدث هذا البحث عن حركة الترجمة العلمية في الإسلام، حيث مورست الترجمة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، وترجع جذور الترجمة في الإسلام إلى أيام النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمر الصحابة بتعلم اللغات لكي يتمكنوا من قراءة الرسائل الواردة إليه من أقطار غير عربية والرد عليها، وشكلت الترجمة في العصر الأموي حاجه ملحة سواء في الدوائر الحكومية أو في الحياة اليومية، وكان معظم ما ترجم في العصر الأموي وثائق إدارية وبيروقراطية وسياسية وتجارية وكلها من لوازم التعامل مع الناس وأصحاب الأرض المفتوحة، ولم يكن هناك مشروع لترجمة الأعمال اليونانية العلمية والفلسفية بل كانت خطوات عشوائية فردية غير منظمة، وقد ازدهرت الترجمة في العصر العباسي نظرا لاتساع العمران الحضاري للدولة الإسلامية وزيادة حاجتها إلى العلوم والصنائع الأجنبية والطب والعلاج، وهو ما يفسر التدفق الغزير من الترجمات العربية لمؤلفات جالينوس وأبقراط وغيرهما، وبلغت حركة الترجمة الذروة في القرنين الثاني والثالث الهجريين وترتب على هذا النجاح أن البحث العلمي في جميع الميادين انتشر في المجتمع البغدادي، فلقد كان لهذا الانفتاح الكبير للثقافة العربية على سائر الثقافات العالمية بفضل حركة الترجمة، آثار جليلة بالإضافة إلى حفظ كثير من الكتب من الضياع، ولذلك قد اغتنت اللغة العربية واتسع قاموسها بفضل التوليد والتعريب وانتشار المصطلح العلمي والفلسفي، وتأثر اسلوبها بالطابع الفلسفي. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|