| المستخلص: |
إن البشر هم الغاية من التنمية الاقتصادية الاجتماعية كما أنهم هم الذين يقومون بتنفيذها وإذا أردنا تحقيق النجاح للجهود التنموية فلابد أن تكون نوعية رأس المال البشري متطورة ومن ناحية أخرى فإن التنمية تعمل على توسيع الخيارات المتاحة أمام البشر. فإن التعليم هو أحد مدخلات عملية التنمية البشرية وهو أيضا من مخرجاتها فالتعليم كناتج يجعل الناس أكثر إنتاجية، التعليم مدخل ضروري للتقدم في مجالات التنمية البشرية ومن بين من أشاروا إلى أهمية التعليم هو (سيمون كوزنتر) حيث أوضح أن التركيز على حساب رأس المال المادي فقط كمقياس لتكوين رأس المال يعتبر غير سليم لأنه بذلك نكون قد أغلقنا الإنفاق على التعليم الذي يسهم بقدر كبير في النمو الاقتصادي عن طريق الارتفاع بكفاءة الأجهزة الإنتاجية المعقدة. ازدادت أهمية التعليم الإلكتروني في الوقت الراهن بشكل خاص استجابة للتغيرات الاجتماعية والثقافية في عصر العولمة، وظهور اقتصاد المعرفة المبني على المعلومات، وأدت هذه التغيرات إلى متطلبات لسوق العمل تختلف عن ما قبل العولمة فأصبح سوق العمل يقوم على الخبرة والكفاءة والمهارة الإلكترونية واستخدام الحاسبات والشبكات بمهارة عالية وليس فقط خريج حاصل على مؤهل أو شهادة تعليمية غير مؤهلة، وزادت هذه الأهمية بسبب الحاجة الملحة للتنمية البشرية وأهميتها في تحقيق معدلات النمو المستهدفة في عصر اقتصاد المعرفة، وضرورة تصدير خريج جامعي إلى سوق العمل يتمتع بمهارات وقدرات عالية وأن يكون يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته. وتأتي مثل هذه الأهمية في زمن العولمة والمعلوماتية نتيجة التداخل الإنساني عن بعد، بفضل تقنية المعلومات ولقد ساعدت تقنية المعلومات في تحسين توعية حياة كثير من الأفراد، مما أدى إلى إنشاء مؤسسات تعليمية تمنح شهادات جامعية للراغبين في تحصيل العلم والمعرفة، دون أن يتركوا أعمالهم أو مكان إقامتهم مما يؤدي إلى تأهيل أفراد وعمال لسوق العمل عن طريق التعليم الإلكتروني الذي يمكن تطويره لسد الفجوة بين مجرجات مؤسسات التعليم واحتياجات سوق العمل، حيث أصبح المطلوب هو خريج ينافس في سوق العمل الداخلي ويستطيع خلق فرصة عمل لنفسه في السوق الخارجي بما لديه من مهارات. يهدف هذا البحث إلى التعرف على الدور الذى يلعبه التعليم الإلكتروني لسد فجوة سوق العمل المتمثلة في عدم المواءمة أو التوافق بين مخرجات مؤسسات التعليم واحتياجات سوق العمل، وفي نفس الإطار تهدف إلى التعرف على كيفية تطوير التعليم الإلكتروني بما يتماشى مع الثورة المعلوماتية في عصر العولمة وإمكانية إضافة مجالات جديدة إلى التعليم الإلكتروني بدلا من المجالات المختلفة التي بها وفرة وغير مطلوبة في سوق العمل مثل التطرق إلى التخصصات العملية التي يحتاج إليها سوق العمل وبها ندرة من خلال إلقاء الضوء على توءمية العلاقة بين العمل ونظام التعليم ووضع استراتيجية تهدف تطوير نظام التعليم الإلكتروني في الدول العربية وربط بين تخطيط القوى العاملة وتخطيط التعليم الإلكتروني بما يجعله نظام متطور لمواجهة تحديات العولمة والمتغيرات الاقتصادية في سوق العمل.
The importance of E-learning increased, especially nowadays, in response to the social and cultural changes in the age of globalization and the emergence of the information based knowledge economy. These changes led to different demands of the labor market than that before globalization as the labor market is now based on experience, efficiency, electronic skill and using computers and networks skillfully not just a graduate with a degree or a non-qualifying educational certificate. The importance of E-learning increased due to the urgent need of human development which is important in achieving the target growth rates in the age of knowledge economy, and the necessity of introducing a skillful efficient graduate to the labor market who can meet its demands and needs. Such importance comes in the age of globalization and informatics because of the remote human intervention thanks to the information technology, which helped improving the quality of life for many people and led to the establishment of educational institutions that grant university certificates to those who seek education and knowledge without having to leave their jobs or homes. These institutions can qualify individuals and workers for joining the labor market through e-learning which can be developed to bridge the gap between the outputs of the educational institutes and the needs of the labor market where graduates who can compete in the internal labor market and create a job opportunity for themselves in the external market using their skills are needed. This research aims at determining the role of e learning in bridging the gap in the labor market, which is represented in the non-correspondence between the outputs of the educational institutions and the needs of the labor market. In the same context, the research aims at identifying how to develop e-learning in compliance with the information revolution in the age of globalization, and the possibility of adding new fields to the e-learning and replacing the fields which are available yet not needed in the labor market with, for instance, scarce scientific specializations that are needed in the labor market through highlighting the close relation between business and the education system, and putting a strategy that aims at developing the e-learning system in the Arab countries and linking between the labor force and the e-learning planning in order to develop it in the face of the globalization challenges and the economic changes in the labor market.
|
