المصدر: | دورية كان التاريخية |
---|---|
الناشر: | مؤسسة كان للدراسات والترجمة والنشر |
المؤلف الرئيسي: | المعطاوي، محمد المدكوري (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س4, ع11 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | مارس |
الصفحات: | 8 - 16 |
ISSN: |
2090-0449 |
رقم MD: | 745560 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
التحليلات السابقة تظهر بأننا بصدد مسألة نقل المعاني، وهي لا تكمن في الترجمات الخاضعة للتحليل، ولا في النص الحرفي ولا البرغماتي بل تتعلق بأسماء العلم فقط لا غير. بعكس ما يفترضه Reiss و Vermeer من أجل ترجمة عملية لنصوص معينة: "نعني المعاني العامة للنص وليس ومعاني الكلمات آخذين في الاعتبار أن وحدة النقل الأساسية هي مجمل النص، وأن أهمية الكلمات بالنسبة للمترجم تقتصر علي كونها أحد عناصر النصل" (24: 1996) \ الترجمات التي جرى تحليلها تكشف عن عاملين مختلفين: \ •\ أنها محدودة وتدل بشكل عام علي جهل نسبي باللغة التي يترجم عنها. ليس الهدف من الترجمة مرهون في الرغبة في نقل موضوع ما المطلوب بساطة هو نقل ما يقال. بمعني آخر نقل حتي الحد الأدنى من المقصود من الترجمة المحدودة. \ •\ أن المادة التي تقدمها الصحافة للقارئ الأسباني في النصوص التي جرى تحليلها تعطي ملامح عامة رئيسية باحتوائها علي مغزى أيديولوجي. الأمر هنا يتعلق بثقافة تعطي لنفسها الحق بالتفكير بالنيابة عن ثقافة أخري. في كافة الأحوال فالترجمة تقتصر علي مقتطفات وجمل ذات مفهوم ضمني جاهز. مثل الله واكبر، جهاد ... وتندرج بالكامل ضمن دائرة الدين الإسلامي. \ هذه النواقص في إطار العمل الصحفي تظهر جلياً عندما يتعلق الأمر بتقارير حول العالم العربي يتطلب الإلمام بها أكثر من مجرد فهم اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وفي هذه الحالة فالتقصير لا يعزى إلي الإعلامي الذى لم يتمكن من التواصل مع السكان بل يعود علي السكان الذين لا يجدون لغات أخرى. ودليل علي هذا الرأي القاطع نجده في مقال كتبه Rafael Méndez المبعوث الخاص تحت عنوان: عائلة الموسوي تفقد كل شيء: عنوان فرعي: عائلة ترضخ للواقع المتمثل في وفاة اثنين من أبنائها وهدم منزلها، نشر في صحيفة الباييس الخميس 26 فبراير 2004:" أسيه جاءت إلي ايت كمارا، المكان الذي كان مركزا للزلزال ، من أجل مرافقة والدها الذي فقد البيت الريفي الذي كان يعيش فيه. أمام مبني البلدية أودعت 50 كليوغرام من السكر وأخري مماثلة من الطحين تبرعت بها الحكومة". النقص كان السبب في جدل حاد بين حوالي مائة من المغاربة جلهم من الرجال البعض منهم ملتح ويرتدي الجلابية، والآخرين يرتدون ملابسا علي الطراز الغربي . القليل منهم يتكلمون الأسبانية أو الفرنسية. \ ما يهمنا هنا الأشارة الأخيرة قليل منهم يتكلمون اللغة الفرنسية أو الإسبانية. أي وكأن الكاتب يود القول بأن سكان قرية نائية في عمق الريف من واجبهم (جميعا) التخاطب باللغة الفرنسية أو الإسبانية. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يتكلم الصحفي الذي جاء إلي هذا البلد إحدى اللغات التي يتخاطب بها سكانه بشكل معتاد؟ من الملفت للنظر هنا أن النقص يعزي إلي الآخرين، ولكن لا عيب في المراسل الذي بوسعه التكلم بالنيابة عنهم بدون أي حدود. \ وعليه فإن الأسس التي تحدد الترجمة من العربية إلي الإسبانية هي: أما قبول غير محدود (مبدأ التجانس)، أو الرفض المطلق (مبدأ عدم التجانس). إن سبب التجانس يمكن بشكل عام في الظروف السياسية المواتية للمؤلف، الذي يجري إبرازه كمتمرد علي ثقافة تمارس الكبت. أي أن طبيعة الخطاب السببي هي التي تحدد نوعية الترجمة. ومع ذلك هناك أعمال أخرى تنطلق من الفضولية والاهتمام الذي يبديه الكثيرون من الأكاديميين العرب، ولكن هذه الإنتاج الفكري لا يجد فرصة للوصول إلا من خلال بعض دور النشر الصغيرة أو من خلال المساعدات الرسمية بدون ضمانات تذكر للتوزيع. المبدأين المذكورين يتضاربان مع ذاكرة الكثير من المترجمين وهو ما ينعكس علي الترجمات. \ من خلال التحليل المختصر السابق نلاحظ أن الترجمة من العربية إلي الأسبانية من وجهة النظر اللغوية تخضع لأولوية ذاتية مقارنة بالآخر. وهذا الأساس يتعلق بعوامل أيديولوجية وليس لأسباب جمالية، وبمعني أخر ان ما يترجم ليس ما يعتبروه غالبية القراء العرب افضل الأعمال بالنسبة لأدبهم. وعلي سبيل المثال لا الحصر،" فالدراسات التي تخص الظواهر الشعبية من الثقافة والادب المغربي هي في غالبيتها ذات جذور استعمارية باستثناء مساهمات Rodolfo Gil Grimau ولابن عازوز حكيم "(Fernandez Parrilla, 1998:9) والهدف من الترجمة يتفاوت حسب العوامل المشار إليها وتتراوح بين الظروف السياسية - الفكرية والتجارية (نجيب محفوظ) وحتي الجمالية وهي الأقل. ومهما كان الأمر فإذا كان هناك تضارب فكري أو ديني بين الأنا والأخر فيما يتعلق بموضوع الترجمة أي بين نص وأخر، فإن الملاحظات الهامشية تصبح ضرورة ملحة (المذكوري 2001) من أجل التنبيه أو توضيح التضارب. |
---|---|
ISSN: |
2090-0449 |