المصدر: | دورية كان التاريخية |
---|---|
الناشر: | مؤسسة كان للدراسات والترجمة والنشر |
المؤلف الرئيسي: | أوري، لحسن (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Ourri, Lahsen |
المجلد/العدد: | س4, ع12 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 35 - 41 |
ISSN: |
2090-0449 |
رقم MD: | 745648 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لا تعتبر التجربتان اللتان عاشتهما فرنسا في مجال التعليم بكل من الجزائر وتونس، سوى محاولتين محتشمتين لإصلاح الوضع التعليمي الذي جعلته صرحا لتمرير سياستها الاستعمارية بالجزائر، وتنفيذ مخططاتها الاستغلالية بتونس، وذلك بالعمل على تكوين نخبة من المتعاونين والوسطاء الذين لولاهم لما تمكنت إدارة الاستعمار والحماية من الاستقرار بكل شمال إفريقيا، فالخطابات والدعايات التي نشرتها الأدبيات الفرنسية، سواء تلك التي ألقيت في المناسبات الفرنسية الرسمية أو تلك التي وجهت إلى وزارة الخارجية، كانت بعيدة كل البعد عما تقوم به السلطات الممثلة لفرنسا بشمال إفريقيا، لذلك فالتجربة الفرنسية بالجزائر وتونس لم تخرج عن المعتاد، بل هي تكريس لوضع عاشته فرنسا في أول الأمر بالجزائر وارتكبت خلاله أخطاء فادحة، شردت بسببها فئات من المجتمع الجزائري، وحاولت القضاء على هوية الجزائريين بسبب سياسة الاحتواء والإدماج التي رفع شعارها العسكريون في أول الأمر والسياسيون فيما بعد، ثم المستوطنون الذين كانت رغبتهم وهدفهم من المؤسسات التعليمية هو تكوين فئة من العمال، للعمل في ضيعاتهم واستغلالياتهم الزراعية وبمعاملهم التي كانت في أمس الحاجة إلى عمال من هذا الصنف. \ أما فيما يخص التجربة التونسية، فقد أخذت هي الأخرى نفس المسار والاتجاه، بحيث أنها لم تتمكن من تجاوز ما ارتكِب من أخطاء بالجزائر، فنجم عن ذلك تهميش التونسيين والاهتمام بأبناء الأوربيين، بالتركيز على المراكز الحضرية الكبيرة التي عاشت بها أغلبيه الجالية الأوربية، التي تجاوزت مطالبها الحد الأقصى بمطالبة سلطات الحماية خلال سنة 1908 بحذف التعليم الابتدائي الأهلي، وتوظيف اعتماداته المالية في تطوير التعليم الفلاحي التطبيقي الذي سيتولى الإشراف عليه المرشدون الفرنسيون. فكانت النتيجة الأساسية لهذه الإجراءات، استياء فئة من الشباب التونسي المتخرج من مختلف مؤسسات التعليم التي أهلتهم للخوض في هذا الشأن، ارتباطا بحركة النهضة والتطورات التي عرفها المشرق العربي في المرحلة، حيث تمكن هؤلاء الشباب من صياغة برنامج إصلاحي خلال سنة 1907 تقدموا به لإصلاح التعليم التونسي من خلال تطبيق برامج التعليم الابتدائي المعتمدة في فرنسا، مع التأكيد على ضرورة فتح المجال للغة العربية. \ لقد كان غياب دراسة سوسيولوجية مسبقة لكل من البلاد الجزائرية والتونسية من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها سلطات الاستعمار والحماية الفرنسية بهذين البلدين، فكانت تجربتها نوع من المجازفة والمغامرة، نجم عنها تعثر النظام التعليمي الفرنسي بكل من الجزائر وتونس، بحيث أنه كان يدور حول محور الإلحاق والإدماج، ثم التبعية لسيادة الدولة الفرنسية بدون منازع، لأن همها لم يكن هو تثقيف المجتمع الجزائري والمجتمع التونسي بل كان هدفها هو تكوين نخبة من المتعاونين مع السلطات الفرنسية لتيسير عملها وإقامتها في ظروف ملائمة طبقا لتوجيهات رسمية كان أساسها فرض لغة وحيدة هي الفرنسية وتطبيق مبدأ العلمانية في المؤسسات التعليمية وتطوير المدارس المختلطة ومنح مكانة لدراسة اللغة العربية والحضارة الإسلامية، إلا أن ذلك لم يجنبها فصل المؤسسات التعليمية الثانوية، حيث كانت مدارس فرنسية وإسرائيلية من جهة، ومدارس إسلامية من جهة أخرى، تعبر عن انتقائية المؤسسات التعليمية، وتمييزها بين مختلف المكونات السكانية والدينية للشعبين الجزائري والتونسي. \ |
---|---|
ISSN: |
2090-0449 |