المستخلص: |
إن الفترة التي شهدتها اليمن في بداية القرن العشرين مليئة بالحوادث المتشابكة فالاستقرار النسبي الذي حصل منذ عودة العثمانيون سنة 1849 إلى تهامة، ثم رسمياً بعودتهم إلى صنعاء 1972، بدأ بالاضطراب بادعاء محمد بن يحيي حميد الدين 1307هـ/1890م الإمامة، والذي تلقب بالمنصور حيث عمل على تحريض القبائل اليمنية على مقاومة الوجود العثماني في اليمن، وقد كان لمدينة إب نصيب في هذه الأحداث في جوانب مختلفة أهمها الأمنية والصحية، وسنحاول في هذا البحث تسليط الأضواء عليها، من خلال وثيقة كتبها محمد بن علي المفتي وجدتها ضمن أوراق مخطوطة في القانون العثماني وتؤرخ الوثيقة للسنوات من (1321-1323هـ/1903-1905م) إذ تتحدث عن الأوضاع الذي عاشها أهل مدينة إب حين تعرضوا إلى حادثتين مهمتين حدثتا في اليمن هما: الأولى: ظاهرة الوفيات الجماعية التي بلغت الآلاف خلال أشهر معدودة نتيجة مرض خطير، أو بسبب المجاعة التي حدثت في اليمن خلال هذه الفترة والتي يرجع المؤرخون أسبابها إلى قلة الأمطار، وازدياد الاضطرابات، وكثرة خروج القبائل ضد الدولة العثمانية. والثانية: تعرض المدينة لحصار من أبناء القبائل في المناطق المجاورة للمدينة كبعدان، وحبيش، والمخادر، والعدين، والذي تزامن مع قيام الإمام المنصور بن محمد حميد الدين توفي في (19ربيع الأول 1322هـ/2يونيو 1904م) بحصار صنعاء ثم خلفه ابنه يحيي الذي تلقب بالمتوكل الذي واصل حصار صنعاء وتمكن من دخولها والسيطرة عليها حتى مجيء قوات عثمانية إضافية بقيادة أحمد فيضي الذي تمكن من إخماد انتفاضة القبائل واستعادة المدن التي سقطت في أيدي اليمنيين. \ تقدم الوثيقة لنا وصفاً دقيقاً لما حدث في المدينة من موت الناس خلال هذه الفترة، وما جرى فيها من حوادث قتل وإصابات ذكرها بالتفصيل، بل وذكر أسماء القتلى وقادة القبائل الذين تمردوا ضد الدولة العثمانية التي كان الكاتب متحيزاً لها.
|