المستخلص: |
إن مفهوم الدولة كما عرفها ابن خلدون هي كائن حي له طبيعته الخاصة به، ويحكمها قانون السببية، وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية، وهي أيضا وحدة سياسية واجتماعية لا يمكن أن تقوم الحضارة إلا بها، وقد عرف المغرب الإسلامي قيام عدة دول بنمطها القديم ولكن يعتبر الأمير عبد القادر أول من أسس دولة ذات سيادة وخصوصية جعلتها الأولى من نوعها في المنطقة وهذا نتيجة لظروف سياسية ومحلية، حيث كان من الضروري للأمير الشاب أن يوحد مجموع القبائل تحت راية واحدة وهي الدولة وفق ركائز إسلامية مبنية على القرآن كأساس للتشريع القانوني، ولكن رغم ذلك بقيت دولته في نظر الاحتلال الفرنسي عبارة عن إمارة أو تجمع قبلي رفض الوجود الفرنسي في الجزائر، ومع مرور الزمن استطاع الأمير بحنكته وبراعته السياسية أن ينظم الدولة ويخلق لها هياكل ما أدى بها إلى أن تكون قوية، وبعد سلسلة المعارك التي خاضتها دولته ضد الاحتلال الفرنسي وجدت فرنسا نفسها مجبرة على الاعتراف به أو إن صح القول بدولته، وهذا من خلال توقيع معاهدات دولية معه ما أعطته هذه الصفة الشرعية والقانونية لدولة الأمير عبد القادر كطرف في النزاع، حيث ساهمت بشكل كبير بالاعتراف بدولته الفتية.
|