المستخلص: |
استهدفت الدارسة تسليط الضوء على تقنين المعيار النقدي من خلال قراءة جديدة في معايير (عمود الشعر) ومقوماتها. وأوضحت الدراسة أن النقاد القدماء اجتهدوا في تتبع مقومات الإبداع في النتاج الشعري، وسعوا نحو تأسيس معايير ثابتة، يرجعون إليها في تقويم النصوص الشعرية، غير أنهم لم يوفقوا في هذه المساعي، حيث حفلت الحصيلة التراثية، باختلافات كثيرة ومتباينة، في الحكم على النص الشعري الواحد. كما كشفت عن أن تجاهل حركية الإبداع الدائمة التجديد في النتاج الشعري، يوقع المعيار النقدي القديم في مأزق تقويمي، من حيث الارتباك والتناقض والقصور، وخاصة في تقويم الإبداع الشعري المحدث. واستعرضت الدراسة آراء بعض النقاد، موضحة أن النقاد اعتمدوا مبادئ الشعر في القصيدة العربية نموذجاً للطريقة العربية المفضلة والملزمة في الخلق الشعري، ثم تبلور مفهوم المنهج النقدي إلى ترسيخ مفردات أعراف القصيدة الجاهلية، وفرضها على النتاج الإبداعي، وتمثل هؤلاء النقاد في، أولاً: الآمدي. ثانياً: القاضي الجرجاني. ثالثاً: أبو علي المرزوقي. واختتمت الدراسة بأن عمودية الشعر الإبداعي، لا تقبل منهج التقعيد والتقنين، ولا تنسجم مع آلياته المصادرة للإبداع، ولا شك أن قضية عمود الشعر، كانت موضع مراجعة ودراسة من قبل النقاد الذين جاءوا بعد "المرزوقي"، ولعل أبرز النقاد الذين عرّفوا بعمودية الشعر هو "السجلماسي"، الذي اختزل مقومات عمودية الشعر في قوله "أن التخييل جوهر الصناعة الشعرية وعمودها وعليه تقوم الشعرية"، وهو تقويم ذكي يستجيب لفعل الإبداع الشعري، وينطلق من أسرار لغته التأويلية، التي تعتمد التخييل. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|