المستخلص: |
الشر والعدوان من أهم الدوافع التي طالما عملت على تحديد الآلية التي تتشكل بها الحضارة البشرية، فقد حار الكثير من الفلاسفة والمفكرين في تحديد ما إذا كان الشر والعدوان غريزتين متأصلتين في الإنسان أم هما أنماط سلوكية يكتسبها الإنسان عندما يمر باضطرابات في محيط الأسرة أو بظروف اجتماعية واقتصادية طاحنة. ومع انهيار الأساس الفكري لكثير من الفلسفات العقلية وسقوط فرضية أن الإنسان كيان فكري مستقل قادر على صياغة أي معنى بشكل متناغم ومتجانس من خلال ملكاته الفكرية وقدراته العقلية فقد انهارت أيضا فكرة أن الإنسان فرد له إرادة حرة مطلقة تخضع لسيطرة عقله الواعي والمفكر. وبناء على ذلك فقد أصبح من الصعب أن نربط بين السلوك الإجرامي وبين الإرادة الحرة للإنسان مما أدى إلى تعقيد البحث والدراسة النفسية والمعرفية في طبيعة السلوك الإجرامي بشكل كبير. وعلى هذا يسعى هذا البحث إلى دراسة ظاهرة الشر والعدوان كظاهرتين إنسانيتين من خلال تقديم قراءة نقدية لصمات الحملان لتوماس هاريس ويوتوبيا لأحمد خالد توفيق في ضوء فرضيات علم النفس. وتعتمد القراءة النقدية للنصوص على منهج التحليل النفسي لفرويد والذي أدى إلى تحطيم كل ادعاءات الإنسان فيما يخص العقلانية والتكامل الفكري وأثبت أن الشر والعدوان هما الغريزتان اللتان تحكمان سلوك الإنسان النفسي والاجتماعي. وتعتمد أيضا القراءة النقدية على فرضيات علم النفس الإجرامي وعلم السلوك المعرفي في دراسة السلوك الإجرامي في النصين الروائيين وتفسيره مع توضيح كيف أن هذين المجالين هما امتداد لثورة فرويد على المناهج الاستقرائية والاستنباطية المتبعة في المدارس المختلفة لعلم النفس والتي أدت في أحيان كثيرة إلى تقديم التبسيط المخل لكثير من الظواهر النفسية والمعرفية. \
Throughout history, wickedness and aggression have been the main drives that shape man's existence. Whether wickedness and aggression are innate within man or are acquired because of harsh familial or socio¬economic factors is a highly controversial issue. With the collapse of rationalist philosophies and the assumption that man is an empirical transcendental subject, the idea of an autonomous individual who has a free will has also been shattered. Criminal behaviour thus can no longer be attributed to man's free will; an assumption which complicates the psychological and cognitive investigation into the nature of criminal behaviour even more. This paper attempts to investigate the nature of wickedness and aggression as human phenomena through a psychological reading of The Silence of the Lambs by Thomas Harris and Utopia by Ahmed Khaled Tawfik. The psychological reading depends on Freudian psychoanalysis, which has explicitly dethroned the claims about man's rationalism and has set wickedness and aggression as the basic drives in man's life, as a point of departure. Then the psychological reading makes use of the premises of criminal psychology and cognitive behavioral sciences as milestones in the understanding and interpretation of criminal behaviour, and also as an extension of the Freudian revolt against the positivistic methodologies of many psychological disciplines which have for so long depended on inductive and deductive reasoning in their exploration of many heterogeneous cases.
|