ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النحو العربى بين غموض النشأة ووضوح القصدية

المصدر: مجلة الممارسات اللغوية
الناشر: جامعة مولود معمري تيزي وزو - مخبر الممارسات اللغوية
المؤلف الرئيسي: بن دحان، شريف (مؤلف)
المجلد/العدد: ع28
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2014
الصفحات: 11 - 28
DOI: 10.12816/0011380
ISSN: 2170-0583
رقم MD: 753681
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

64

حفظ في:
المستخلص: يعد النحو العربي من العلوم الجليلة التي يحق للعرب أن يفخروا بها مهما قيل عنه، لأنه العلم الذي يحفظ اللسان من الخطأ، إلا أن المصادر القديمة والحديثة لم تزل الضبابية عن نشأته، فتعددت الروايات بشأن أول واضع له وانقسمت بين الإمام على كرم الله وجهه، وأبي الأسود، ونصر بن عاصم، وعبد الرحمن بن هرمز، وهذا الانقسام في ذاته دليل على غموض في النشأة، ومن جانب آخر وجدنا اختلافا فيما يتعلق بأصالة هذا العلم أو تأثره بعلوم الأمم الأخرى، غير أننا لم نجد خلافا فيما يتصل بالأهداف والمقاصد التي توخاها هذا العلم. العرب كما تذكر كتب تاريخ اللغة والأدب -أمة فصاحة وبيان، وبلاغة لسان تكلموا فأبانوا عن أغراضهم ومقاصدهم، فقد كانوا ينطقون عن سليقة جبلوا عليها فيتكلمون في شؤونهم بدون إعمال فكر أو رعاية قانون كلامي يخضعون له قانونهم ملكتهم التي خلقت فيهم ومعلمهم بيئتهم وعن مكانة الشعر بين العرب وقيمته يحدثنا ابن قتبية قائلا: "الشعر معدن العرب وسفر حكمتها وديوان أخبارها والشاهد العدل يوم النفار، والحجة القاطعة عند الخصام، من لم يقم عنده على شرفه وما يدعيه لسلفه من المناقب الكريمة والفعال الحميدة بيت منه، شدت مساعيه على درور الأيام وإن كانت جساما". فالشعر تمظهر واضح للبيان العربي الرصين والأسلوب الجزل القوي والمعاني السامية، الصادرة من إنسان تكلم على الفطرة والطبيعة، إنه رسالة تحمل هموم الناس وأفراحهم وهو الحجة بينهم، وبه رفعت أقوام وحطت أخرى، فهو يضاهي وسائل الإعلام اليوم، لذا كان الاعتناء به كبيرا وبلغته أكبر، فكتب النقد تقص علينا كيف كان "زهير بن أبي سلمى" يعتني بأشعاره مدة سنة كاملة، ولا تخرج إلى الجمهور إلا بعد تمحص دقيق، مع قدرته على إخراجها وفي وقت أقل. وظل العرب على هذا القدر العالي من الفصاحة والبيان زمنا طويلا، يباهون به الأمم بتلك البلاغة القوية المؤثرة، حيث "أكب الشعراء على العربية يتقنونها ويتمثلون ملكتها وسليقتها تمثلا دقيقا، نافذين بذوقهم المتحضر إلى أسلوب مصفى يجمع حينا بين الجزالة والرصانة، وحينا يجمع بين الدقة والعذوبة، ومما جعل العرب على هذه الحال -فيما يبدو- بقاء بيئتهم العربية بعيدة عن التأثر بالعنصر الأجنبي، فقد أشار ابن الأثير إلى أن اللسان العربي كان محروسا لا يتداخله الخلل ولا يتطرق إليه الزلل. ومما يعكس فصاحة الأقدمين وحرصهم على الطبع السليم عدم روايتهم الشعر الرديء، خشية الاقتداء به وشيوعه بين الناس، وعليه فنقاء الفضاء العربي وصفاؤه جعلا من العربي آنذاك، مصدرا للكلام النموذجي الذي رسم على لسان كل من شب في هذه البيئة.

ISSN: 2170-0583

عناصر مشابهة