المستخلص: |
استعرضت الدراسة أبرز ملامح الحكم السياسي للمجتمع البيضاني خلال الفترة الحديثة. فقد كانت دولة المرابطين منظمة ومنسجمة مع الأطروحات العقائدية في المذهب المالكي في نسقها العام، كما كانت بالدرجة الأولى نتاج تفاعلات العوامل المحلية مع السيطرة الذاتية لمؤسس الدعوة، وإن كان النظام الدقيق في رباط ابن ياسين والسلطة المطلقة له إبان فترة حياته قد زاد من نفوذ السلطة الروحية في توجيه الدولة فإن السلطة السياسية سرعان ما استأثرت بالحل والعقد بعد وفاة ابن ياسين 451ه. وكشفت الدراسة عن السلطة الروحية، فقد كانت الأسس التي قامت عليها الدعوة المرابطية ومن ثم الدولة تتمثل في إحياء السنة وبعث التقاليد الإسلامية الصحيحة حسب الأثر ومحاربة العقائد القاصرة والضالة على عصر لعبت فيه دروب الفساد والانحلال والتفرقة الدور الكبير في الموقع الذي أخذته المرجعية الدينية. كما تطرقت إلى السلطة الزمنية فبعد وفاة عبد الله ابن ياسين جمع أبو بكر ابن عمر السلطتين) السياسية والدينية) ولكن الأولى أخذت بسرعة تطغى على الثانية لأن الأمير لم يكن فقيها ولأن الدولة دخلت في مرحلة من تاريخها تتطلب التدبير السياسي المنبعث من سعة الأفق والحزم والعزم ومن هنا بدأ أبو بكر ابن عمر يستعين بابن عمه يوسف ابن تاشفين الذي أمره على الجيش، ورغم الطابع العصبي لزعامة الدولة وإمارتها فلم يغفل القانون عليها جانب الكفاءة والورع والزهد والإخلاص للدعوة داخل البيت الأميري بعد أن خرجت الإمارة عن قبيلة كدالة بل لم يكن خروجها من كدالة إلا انطلاقا من هذه المعايير وانطلاقا أيضا من كون العنصر اللمتوني كان قائدا للحلف الصنهاجي بالإضافة إلى شدته في القتال الذي تطرقت إليه معظم المصادر الوسيطة. واختتمت الدراسة موضحة دور الهجرات الحسانية في ظهور النظام الأميري، الذي كان الوعاء السياسي لسلطة البيضان خلال الفترة الحديثة وهو النمط الذي يميز هذا البلد عن باقي النظم السياسية التي عرفتها البلدان المتاخمة للصحراء وهو الذي وفر نوعا من الرخاء ازدهرت خلاله الحركة العلمية والثقافية وهو النظام الذي يتعامل مع أبرز الدول الأوروبية معاملة الند للند، وكانت هذه الإمارات تعقد الاتفاقيات والمعاهدات مع الدول الأوروبية المتنافسة على الساحل الأطلسي في (القرن 17 و18 و 19 ومطلع القرن 20). كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|