المصدر: | مجلة الكلمة |
---|---|
الناشر: | منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث |
المؤلف الرئيسي: | السيف، توفيق (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س13, ع51 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2006
|
التاريخ الهجري: | 1427 |
الشهر: | ربيع |
الصفحات: | 131 - 148 |
رقم MD: | 759561 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ظهر التيار المحافظ وتطور في الجانب التقليدي من المجتمع الإيراني وعبر عن همومه. وقد برزت مواقف التيار السياسية على أنها رد فعل على التحدي الذي مثله قيام الدولة وانفتاح آفاق المشاركة في إدارتها للمجتمع الديني. اتجه التيار لإعادة صياغة مفاهيمه ومواقفه في قوالب حديثة على أنها رد فعل على التحدي الذي تمثل في صعود تيار اليسار الإسلامي في أوائل عهد الثورة الإسلامية ثم ظهور التيار الإصلاحي في التسعينات الميلادية. وهو يتبنى مفهوم السلطة الدينية السائد في الفقه الشيعي التقليدي، والمستمد من نظرية الإمامة المعصومة. خلافا للفكر الليبرالي يركز الخطاب المحافظ على الجماعة والعلاقات العضوية داخلها، ويرفض فكرة العقد الاجتماعي أساساً للنظام السياسي. ويعرف المجتمع بوصفه منظومة عمل تشد أواصرها عقلانية جمعية هي العقيدة المشتركة التي تحدد أيضا هوية الجماعة والأفراد وأدوارهم. محور التركيز في هذا النظام هو الواجبات لا الحقوق. وتعرف المصالح على أساس مادى ومعنوي معاً، ويحظى الثاني بأرجحية على الأول. ويقر الخطاب المحافظ بالمساواة بين البشر جميعاً بالولادة، لكن هذا لا يتمدد إلى الحقوق السياسية، ولا سيما حق تولى المناصب السيادية العامة. كما يقر بحاكميه القانون ودور الشعب في توليد الشرعية السياسية لكن بصوره جزئية. فهو يربط الشرعية - وبالتالي الحق - بالفعل وليس الفاعل. وتشخص حقانية الفعل على ضوء المعايير الدينية، ويقوم به الفقيه الحاكم الذي يتمتع بسلطة مطلقة تتجاوز حدود القانون. السلطة السياسية هي أمر ديني في نظر المحافظين. ويقتصر دور الجمهور على اكتشاف الحاكم الشرعي وإيصاله إلى السلطة ومناصرته. الإطار المرجعي للخطاب المحافظ يتمثل في القراءة الفقهية للدين، وعلى وجه الخصوص المنهج الذي أصبح يعرف بالفقه التقليدي. طبقاً لهذا الفقه فإن الدين ينظر إليه بوصفه إيديولوجيا شاملة لجميع مناحيه الحياة. المهمة الأساسية للدولة الإسلامية هي تطبيق أحكام الشريعة وضمان التزام المواطنين بتعليماتها. وفي هذه الدولة يتمتع العلماء بدور قيادي لكونهم الناطقين باسم الدين والمفسرين الموثوقين لنصوصه المرجعية. في الختام، نشير إلى أن الخطاب السياسي المحافظ قد تطور بوصفه رد فعل على تحدي التيار السياسي المنافس من جهة وعلى الدور الفعل الذي تلعبه الدولة بوصفها أداة لعلمنه التقاليد الدينية - طبقاً لمفهوم ماكس فيبر -. وبالنظر لكونه رد فعل فقد تعامل مع التحديات النظرية من زاوية الدفاع عن استمرارية التقاليد الدينية وليس بابتكار منهج جديد في فهم الدين. وقد أدى ذلك - عملياً - إلى حصر العمل الفكري للمحافظين في إطار مجادلة الطروحات التي يقدمها منافسوهم الحداثيون. هذا المسلك سيؤدي على المدى القصير أو المتوسط إلى استنزاف المصادر النظرية لإيديولوجيا المحافظين. ذلك أن حصر العمل الفكري في مجادلة المنافسين يؤدي بالضرورة إلى ترسيخ القواعد النظرية لطروحات هؤلاء بوصفها مبادئ وقيم معيا رية للفكر والممارسة السياسية على المستوى الوطني. وفي اعتقادي إن هذا الاحتمال يمثل مفتاحاً لفهم التطور المستقبلي للنقاش الدائر في الساحة الإيرانية حول الدين والدولة والتنمية السياسية. |
---|