المستخلص: |
يعد النظام القبلي من أبرز العوامل التي أثرت في تشكيل الحياة السياسية في طرابلس الغرب، وتعد القبيلة عنصرًا أساسيًا من مكونات المجتمع فالولاء القبلي أدي دورًا كبيرًا في النظام السياسي لا يمكن تجاهله أو إلغاؤه، وإن استمرار حضور القبيلة في المجتمع الطرابلسي شكل نوعًا من أسباب التماسك الاجتماعي وقوة حضور البنية العائلية وهيمنة النزعة الاستقلالية، وهي عناصر إيجابية لا يمكن التنكر لها. فقد شكل المجتمع الطرابلسي من فئات عديدة، محليه ذات أصول بربرية وعربية ورغم استئثار هذه الفئة بالمناصب الإدارية، كالقضاء والإفتاء والإمامة، فإن دورها السياسي كان ثانويًا بسبب انشغالها بمصالحها المادية ولعدم انسجام تركيبتها البشرية. وهناك فئات أخرى وافدة كالأتراك العثمانيين، والكراغلة، أما فئة الدخلاء فكانت تضم الأوروبيين (تجارًا وأسرى)، واليهود، وكانت هذه الفئة الأخيرة اليهود على درجات متفاوتة من حيث المكانة الاجتماعية، ويتمتعون بهامش من الحرية، مكنتهم من الاندماج في المجتمع الطرابلسي، مع تمتعهم بحرية المعتقد الديني، ورغم ذلك فقد كانوا يعانون من نوعًا من التمييز في المظهر والسلوك والتملك. ومع حدوث الكوارث الطبيعية التي أدت إلى تضرر الاقتصاد والذي أثر سلبًا على الحالة الصحية والتعليمية والمعيشية، كما انعكس بدوره على الوضع الاجتماعي بعدم استقراره من حيث العدد والكثافة، ويعود هذا التدهور في الجانب الاجتماعي السلطات الحاكمة في طرابلس بأمور التعليم والصحة. تميزت علاقة الحكم العثماني بالسكان بمظهرين اثنين: الخضوع والولاء في المدن والسهول، والتمرد في الجبال والمناطق المعزولة عاملًا أساسيًا في تحديد العلاقة بين إدارة الحكم العثماني من جهة، وفعاليات المجتمع، حيث كانت العلاقة بين المجتمع القبلي السلطات يخلص في أغلب الأحيان إلى أن استقرار الأوضاع السياسية في طرابلس لفائدة الأتراك العثمانيين، ذلك يعود إلى قدرتهم على إخضاع سكان الأرياف المعودين على التمرد، عن طريق الاعتماد على القوي المحلية النافذة، من شيوخ القبائل، ورجال الدين، والمخزن، لفرض الأمن، وجمع الضرائب، مقابل حصول هؤلاء على امتيازات اقتصادية هامة.
Tribal system was one of the most important factors that influenced the formation of political life in Tripoli community in the eighteenth and nineteenth centuries. Tribe as a significant unit of Tripoli community played a vital role in shaping the societal attitude towards independence. Tribal loyalty considerably influenced the political system since it strengthened the unity of Tripoli society and formed the role of families in independency issue. The harmony of Tripoli community basically included local Arabs and Barber who were in charge of the administrative, legislative and religious authorities. It consisted also some other minorities like Ottoman Turks and migrants groups such as Jews and Europeans who were Traders and Prisoners. Despite the inconsistent societal harmony of Tripoli community, these minorities to some extent had their own societal status and right to practice their traditions and religions. However, the nature of relationships between these societal groups negatively impacted the local made efforts towards independence. During the eighteenth and nineteenth centuries, natural disasters led to economic damage which also negatively impacted living conditions, education and health, which led to instability in Tripoli community, impacted its unity and reduced its population. In general, the relationship between local citizens and Ottoman rule was characterized by loyalty and obedience in cities and plains; and by insurgency in mountains and isolated areas. This position impacted in a different way the relationship between Tripoli community and Ottoman authority. In conclusion, Ottoman authority was often able to overcome any faced difficulties by relying on force and the influence of local leaders like tribal elders, religious leaders and clerics to impose tax and control the community.
|