المستخلص: |
إن المتكلمين مختلفون في قدرتهم على البيان والفصاحة، والمخاطبين مختلفون في قدرتهم على التلقي والأثر، وهم أقسام: السادة والعلماء، والعامة والسفهاء، والله تبارك وتعالى خاطب بكتابه الكريم الأذكياء، وأعرض عن البله من العوام، وشبههم في العمى والبلادة بالأنعام، حيث قال: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) وإفهام العامة ليس شرطا عند بعض الدارسين، يقول الشاعر: علي نحت القوافي من مقاطعها وما علي إذا لم تفهم البقر والذي يجب مراعاته، هو الإتيان بالألفاظ الوجيزة الفصيحة .... سواء فهم العوام أم لم يفهموا، فإنه لا عبرة بهم ولا اعتداد بأحوالهم، ولا يضر الكلام الفصيح عدم فهمهم لمعناه، فنور الشمس إذا لم يره الأعمى لا يكون نقصا في وضوحه وجلائه، وإنما النقص في بصر الأعمى.
|