المصدر: | شؤون فلسطينية |
---|---|
الناشر: | منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث |
المؤلف الرئيسي: | سلامة، عبدالغني (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع264 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
فلسطين |
التاريخ الميلادي: |
2016
|
الشهر: | صيف |
الصفحات: | 52 - 69 |
رقم MD: | 768944 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الحالة المزرية التي وصلت إليها القضية الفلسطينية سببها الارتهان لخيار المفاوضات، وإهمال الخيارات الأخرى، ووضع كل البيض في سلة التسوية ،وقد فشلت المفاوضات في التوصل لأي نتيجة مُرضية بسبب ضعف الحالة الفلسطينية من جهة، وتعنتّ الموقف الإسرائيلي ومراوغته من جهة ثانية ،خاصة وأن الكفاح المسلح بات خيارا صعبا، وخيار الانتفاضة الشعبية الشاملة في هذا التوقيت، أي في ظل الموقف الإقليمي والدولي المعقد والصعب، وبسبب الانقسام سيكون خيارا خاطئا، والمقاومة الشعبية بهذه الطريقة لن تكون كافية، فقد ظلت محصورة في مناطق معينة (القرى الحدودية)، ولم تحقق سوى إنجازات رمزية وإعلامية، مثل إجبار الإسرائيليين على تقليص الأراضي المصادرة، أو تعديل مسار الجدار أو منعه في مناطق معينة، أو على صعيد زيادة الوعي الدولي لواقع الاحتلال.9 والخيارات المتاحة أو المفروضة على الفلسطينيين أخذت تتقلص شيئا فشيئا: خيار حل الدولتين أفشلته إسرائيل بسياسة الاستيطان، وأفشلته أميركا بانحيازها السافر لإسرائيل، وخيار حل الدولة الواحدة لا يعدو أكثر من كونه وسيلة صغط على إسرائيل والمجتمع الدولي للنظر للاحتلال بوصفه نظام أبارتهايد. وعلينا أن نقر بأن التغيرات التي حصلت في فتح (وكذلك بقية الفصائل)، كما يقول الباحث «ماجد كيالي» لم تكن كلها استجابة لسياقات التطور الطبيعي ،ولم تأتِ في سياق التكيف الاضطراري مع التحولات المتولدة فيها، أو المحيطة بها ،وإنما هي تغيرات ناجمة عن طبيعة نكوصية، أو تراجعية، وهي تغيرات لم تحصل بضغط العوامل الخارجية الموضوعية فقط، وإنما حصلت أيضا بفعل عوامل ذاتية، ناجمة عن ثقافة معينة وبنى وعلاقات قامت عليها، أو انزاحت إليها هذه الفصائل.10 وأمام الحالة الفلسطينية التي لم تشهد تراجعا مشابها منذ عقود طويلة ،حيث الانقسام، وتآكل الشرعيات، وتغييب دور منظمة التحرير، وتعطيل مشاريع إصلاحها وتفعيلها، وغياب البرامج الوطنية الثورية، وضعف الموقف الشعبي الذي سببه ضعف أداء القيادة.. أمام هذا كله، تبرز الحاجة الملحة أكثر من أي وقت سابق لتبني استراتيجية فلسطينية شاملة، تعمل على استنهاض كل عناصر القوة الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، ووضع الأمور في نصابها الصحيح. فالحالة الفلسطينية ليس أمامها سوى مسارين: إما النهوض أو الأفول، ويتوقف الذهاب باتجاه أي من هذين المسارين على ما تفعله، أو ما لا تفعله الفصائل الفلسطينية، وبشكل خاص حركة فتح. |
---|