المصدر: | صوت الأمة |
---|---|
الناشر: | الجامعة السلفية - دار التأليف والترجمة |
المؤلف الرئيسي: | السلفي، سعيد عبدالرحمن بن محمد حسين (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج48, ع2 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
الهند |
التاريخ الميلادي: |
2016
|
التاريخ الهجري: | 1437 |
الشهر: | جمادى الاولى / فبراير |
الصفحات: | 30 - 36 |
رقم MD: | 770895 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن ما أوردته في هذه المقالة هو مما شاهدته من الممارسات الصوفية في المزارات، وكذلك مما قرأت عنهم في الكتب والمجلات وما تكتب من المقالات والبحوث في تأييد التصوف ونشره وتعميمه في الآفاق. وما يحاك ويخطط في تشتيت شمل الأمة الإسلامية، ولم أرد أي إساءة أو نيل عرض لأي ولي من أولياء الله تعالى بل إن هذه الكلمات تعبير صادق عن حزن شديد وألم ممض وتأسف عميق على ما أشاهد من تفشي الشرك والبدع واتباع الأهواء في الأمور الدينية. يطير قلبي هلعا عندما أرى جبين الإنسان يسجد لولي مزعوم ميت أو يسجد لصوفي جاهل لص يقبض على أموال أناس جهال، وينهب الحلي والجواهر الثمينة من النساء الجاهلات باسم نذرانا (الهدايا). وهذه ليست بقصة خيالية، بل هي حقيقة نعيشها كل يوم. وقد رأيت قبل خمس ساعات (وأنا أكتب هذه الخلاصة في جوف الليل) إذ كنت أمشي على شارع دمدم رود (Dumdum Road) بمدينة كلكتا امرأتين إحداهما ساجدة أمام قبر الصوفي المدعوب – حضرت شاه عبد الرحيم الجشتي والأخرى في نوم عميق أمام الضريح المشيد. فتحدثت المجاور الذي كان يقرأ طبيعة مريض في ضوء علم الأعداد بغية الإطلاع على صاحب القبر، ولكنه لم يزودني بأية فائدة بل قص على قصته كيف تاب عن الشيوعية وكيف أصبح مريدا للصوفي الفلاني. فوصلت إلى أن التصوف شوه ديننا السمح الجميل الذي يضمن لنا سعادة الدنيا والآخرة، ويسائر مع الطبيعة الإنسانية، وقيده بأنواع من القيود وملأه بالخرافات، وأدخل فيه عناصر الأديان الأخرى والفلسفات العديدة، ولم ينهل من المنهل القرآني العذب، ولم يتبع السنن السنية وهدي حبيبنا المصطفى حق الاتباع، بل ورد موارد خطيرة ولم يشرب إلا الكدر. إن طريقة الزهد وتزكية القلب التي يقدمها التصوف محفوفة بالأخطار والأشواك، ويزل قدم السالك في هذه الطرق الوعرة في معظم الأحيان، ويصبح فريسة الجن ووليا للشيطان. مع أن كل شيء موجود في ديننا من العبادة والزهد والورع وطرق تزكية القلب والسمو الروحاني ومكارم الأخلاق والعدالة والمساواة والأمن والسماحة. لا نحتاج إلى دين آخر وعقيدة أخرى أو مبادئ فلسفية مستوردة. والحالة التي وصل إليها التصوف في هذه الأيام هي حالة مؤسفة حقا، ومعظم الممارسات الصوفية ليس لها علاقة بالدين الخالص. فلابد من الدفاع عن الدين الخالص ولابد من كشف أباطيل الصوفية ومناكيرهم، ولكن أقلام العلماء والدعاة متوقفة راكدة. ونفضل السكوت على هذه البلية. أعتقد أن الحاجة ماسة إلى تقديم الزهد المسنون وطرق التزكية الروحية في ضوء كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة رضوان الله عليهم، وما قدم علماؤنا في القرون المشهود لها بالخير. هناك سلسلة ذهبية لكتب الزهد الشرعي الممثل في كتاب الزهد للإمام وكيع بن الجراح وعبد الله المبارك والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم، وعمل اليوم والليلة للإمام النسائي، والترغيب والترهيب للمنذري مع تحقيق العلامة ناصر الدين الألباني، وكتب الإمام المقدسي صاحب المغني في هذا الموضوع، وكتب ابن رجب الحنبلي، وابن أبي الدنيا، ورياض الصالحين للنووي، وصفة الصفوة للإمام ابن الجوزي، وجميع كتب شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، وتلميذه شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن قيم الجوزية، لأن كتب هذين الإمامين الجليلين خير زاد للتزكية والمعرفة الإلهية. وخير وسيلة لمحاربة البدع والخرافات والتصوف المخلوط الشركي والوثني أن نكون نماذج حية للزهد الشرعي، وأن نزين أنفسنا بزينة الإيمان والعمل الصالح، ونتضرع إلى الله ونبتهل إليه ونخافه في السر والعلن، ونكون رهبانا بالليل فرسانا بالنهار، وأن نتخلق بأخلاق الإسلام السامية من الإحسان والبر واللين والعطف والسماحة والعدالة. ونقدم أنفسنا كأفضل نماذج للإنسان المطلوب. وأختم كلماتي هذه بدعاء عمر بن الخطاب رضي الله: اللهم اجعل عملي كله صالحًا واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا، وبدعاء عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: اللهم اجعلني أحبك وأحب ملائكتك وأنبياءك وعبادك الصالحين. اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وأنبياءك وعبادك الصالحين. |
---|