المستخلص: |
تناولت الدراسة تنمية مهارة التواصل الاجتماعي في بيئة العمل، وقد توصلت الدراسة على مجموعة من النتائج يمكن تلخيصها فيما يلي: - مفهوم التواصل الاجتماعي مر بمراحل تطور ولقي عناية كبيرة من زوايا مختلفة حسب الدور الوظيفي للتواصل؛ فعلم النفس والإدارة والعلوم الاجتماعية وعلم الألسنيات وغيرها من العلوم، وتتنوع مفردات تعريف المفهوم حسب التحليل لعملية التواصل وتتقاطع في المفردات العامة وتفسر التواصل حسب الأهداف والبنى المعرفية لتلك المجالات، فنشأت بذلك نماذج تفسيرية برز النموذج السلوكي التربوي كأحد تلك النماذج، ويتنوع مفهوم البيئة من حيث أغراضه وطبيعته بين خدمي وإنتاجي وبين بيئة عامة وخاصة. - ينفرد المفهوم التربوي الإسلامي للتواصل الاجتماعي ومهارته برعاية البعدين: الدنيوي والأخروي، وبالشمول للبيئات المتنوعة الذي سيظهر أثره في البعد الوجداني وبقية مكونات المهارة من منظور تربوي. - لمفهوم التواصل الاجتماعي أبعاد تشكل المفهوم وتميزه عن بقية المجالات في بيئة العمل، ومن أهم مهاراته في بيئة العمل: التواصل اللفظي الذي ينتظم تحته جملة من التطبيقات والتواصل غير اللفظي والحوار والتفاوض والتواصل الإلكتروني والكتابي. - هناك منهجية تحليلية من المنظور التربوي تظهر مكونات المهارة ومراحل ومستويات تنميتها، تطرقت إليها الدراسة بهدف رعاية المنحى التربوي أمام المناحي الأخرى، ثم أظهرت الدراسة العلاقة التبادلية بين التواصل الاجتماعي وبيئة العمل، وأهمية التواصل الاجتماعي الإيجابي في بيئة العمل وما يعود به من نفع على مفردات البيئة والمخرجات. - وفي المبحث الأخير بينت الدراسة رعاية التربية الإسلامية لتنمية مهارة التواصل الاجتماعي وبيئة العمل وخصائص مهارة التواصل الاجتماعي من منظور إسلامي، ذكرت جملة من الإرشادات التي يمكن أن يشتق منها معايير ضابطة لمهارات التواصل في بيئة العمل، وبينت خصيصة البعد الديني التي تفارق به بقية المذاهب الوضعية في تصور مهارة التواصل وتنميتها. - وفي ضوء الاعتبارات التي تضمنتها مطالب الدراسة تجلت جملة من المقدمات التي أظهرت أهمية الحث والمبادأة في تأصيل هذا العلم من منظور إسلامي، وإظهار رائعة الجذب التي تميزه عن غيره من المذاهب الفلسفية الأخرى، ثم تناولت الدراسة أهم مؤشرات تنمية مهارة التواصل الاجتماعي في بيئة العمل من منظور إسلامي في ضوء المكونات الرئيسة الثلاثة: المكون المعرفي والوجداني والتنسيقي الأدائي.
مقترحات وتوصيات: -بلورة استراتيجية تأصيل تربوي يوجهها منطق الحفاظ على الهوية الإسلامية في أهم المهارات الاجتماعية على الإطلاق، فمهارة التواصل الاجتماعي من منظور إسلامي لها من الخصائص والمميزات ما لا يقارن به غيرها، وفي ظرف ظهر في التواصل الاجتماعي كطفرة حضارية غير مسبوقة. -تبني خريطة بحث تربوية تعتني بالتأصيل التربوي لمهارة التواصل الاجتماعي تتضمن أهم أبعاد المهارة وفي مستويات وبيئات متنوعة، مع تبني محور يراعي تحويل المعرفة التقريرية الموجودة في كتب التراث الفقهي والتربوي إلى معرفة إجرائية، فتشتق المعايير الضابطة ومقاييس التقويم التربوية للأداءات وفي مستوياتها المختلفة، ورعاية التكامل بين قسم أصول التربية وقسم المناهج وطرق التدريس وبقية الأقسام في الجامعة في ترشيح محاورها. -إجراء دراسات مقارنة وتاريخية ودراسات مستقبلية تتناول إبراز معالم التميز ومحاسن التربية الإسلامية في جانب التواصل الاجتماعي، وتنمية مهاراته إلى جانب الدراسات التأصيلية. -إجراء بحوث تأصيلية لتنمية مهارة التواصل الاجتماعي في بيئات العمل المختلفة، وذلك لما للتواصل الاجتماعي من تأثير في بيئات العمل المختلفة ولما له من مردود إيجابي في مخرجات العمل المؤسسي الإنتاجي والخدمي، وتعين الحقل التربوي كمنبت خصب لاستنبات هوية التواصل الإسلامية وانتفاع النشء والموظفين في دوائر الحكومة بما فيه تعزيز هويتهم المهنية الإسلامية. -إجراء دراسات تسلط الضوء على رعاية المنظور الإسلامي لمستويات تعلم المهارة وتعزيز ذلك. -إجراء دراسات تأصيلية ومقارنة تركز على الجانب الوجداني في تنمية المهارات الاجتماعية ومنها مهارة التواصل الاجتماعي وأثره؛ وذلك لما في البعد الوجداني الروحي من تميز وأثر تربوي يذهب بتنمية المهارات إلى أبعاد وامتدادات تتجاوز ما تنشده غيرها من الفلسفات التي تجعل همها هو مقدر النفع المحسوس والمشاهد، والذي تظهر آثاره في الأعراف المهنية والأكاديمية بسبب انتشار عدوى الفلسفة البرجماتية النفعية وطغيانه على سوق العمل.
|