المصدر: | مجلة جامعة طيبة للآداب والعلوم الإنسانية |
---|---|
الناشر: | جامعة طيبة - كلية الآداب والعلوم الإنسانية |
المؤلف الرئيسي: | الفجاري، مختار (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Fejjari, Mokhtar |
المجلد/العدد: | مج2, ع3 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
التاريخ الهجري: | 1435 |
الصفحات: | 531 - 584 |
DOI: |
10.12816/0013165 |
ISSN: |
1658-6662 |
رقم MD: | 773348 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
خلاصة القول في نظام الخطاب في اللغة العربية هي أن نظام الخطاب كما حدده العرب قد أعطى منطلقات هامة تساعد اللاحقين عل تأسيس طريقة موضوعية في التعامل مع الخطاب. وقد سبقنا محمد عابد الجابري في بنية العقل العربي فوضح ما توصل إليه أسلافنا من علماء نحو وأصوليين ومتكلمين من ضبط لقوانين تفسير الخطاب من ناحية ولشروط إنتاجه من ناحية أخرى. ونقدم هنا نصا كاملا للجابري يصف الخطاب في الثقافة العربية ويبين خصائصه لاسيما تلك الفارقة بين منظوم الخطاب ومعقوله. يقول" إن التناقض على صعيد الفكر لا ينظر إليه في هذه الحالة من حيث هو "تناقض" بما هو كذلك. بل بوصفه طريقة من طرق صياغات المعاني أو سبيل من سبل إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة أو من حيث هو مظهر من مظاهر "الإعجاز" البلاغي. وفي جميع الأحوال، فإن التناقض على صعيد المعاني يجد حله دائما في إعادة ترتيب العلاقات داخل نظام الخطاب. وذلك هو "التأويل" ومن يقرأ شروح المعلقات السبع، مثلا، ويلاحظ صنوف التأويل التي تعطى لنظام الخطاب فيها سيدرك بسهولة ما نقول. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالاهتمام بتجنب التنافر بين الكلمات معناه الحرص عل النغمة الموسيقية في نظام الخطاب. ومن هنا كانت المحسنات البديعية بمختلف أنواعها وهي محسنات تقوم بمهمة ابستيمولوجية. هي تعويض الفراغ وإخفاء التناقض عل صعيد المعنى. إن النغمة الموسيقية الموافقة للخطاب المسجوع توجه السامع إلى نظام الكلمات وتصرفه - من ثم- عن نظام الأفكار، وعل نحو يجعله في حالة إغفاء عقل تسمح ل"لمعنى" بالانسياب إلى لا وعيه بدون رقابة فيقبله بلا نقاش" إنها حيل خطابيه موضوعة وأحابيل للمتلقي مرصودة وفخاخ في طريقه منصوبة. وليس أمامنا إلا خبراء الخطاب ملجأ، حيث تقدم لنا نظرية تحليل الخطاب جرعة مؤقتة يصعب على غير القارئ المحترف تجرعها. هذا هو نظام الخطاب في اللغة العربية. وهو نظام يقوم عل نفس القوانين التي تحكم الخطاب بمفهومه النظري المجرد. إنه خطاب/ سلطة إذ تمثل السلطة أحد ثوابته البنيوية. وهو خطاب غير متجانس إذ ينطوي عل المعنى وضده وعلى نص حاضر ونص أو نصوص غائبة. إنه إذ يفكر في شيء ينسى أو يغفل عن أشياء. فإذا هو يكشف عن فراغاته وثغرات تماسكه البنيوي. وينفتح عن وجوه لقراءات لا تنتهي ويتحول إلى متاهات للفهم لا حد لها. إن الخطاب نظام للحيل في الحقيقة لأن منتجه ليس إلا بهلوان لغوي يمارس نوعا من التنويم المغناطيسي عل متلقيه ليمرر إليه سلطته في غفلة عقلية منه. إن الكلام لن يجعل لنعبر به عما نريد بل لنخفي به ما نريد ولنعبث به بمن نريد- فكيف السبيل إلى الكشف عن ألاعيب الخطاب وأحابيله؟ وهل للإنسان منه بديل. تلك إشكالية معرفية أخرى تنتظر. والمهم أن كلمة ((خطاب)) العربية تستجيب لكل الحمل المصطلحي والمفهومي والنقدي والفلسفي لكلمة Discours الفرنسية. وهذا تأصيل قمنا به، داخل اللغة العربية، لواحد من أكثر المفاهيم تأثيرا في الفكر الإنساني المعاصر، وذلك من أجل استعمال فكري ونقدي سليمين وتصور مفاهيمي واضح لدى الباحثين الشبان في جامعاتنا العربية. |
---|---|
ISSN: |
1658-6662 |