المستخلص: |
الخلاصة أن الــروايــة السالبة تبدو أقَّلَّ ثراًءً وتأثيراً على النفس من الرواية الموجبة، إذ إن الأولــى تكتفي بسرد الأحـــداث دون أن تـُـشــرك الـقـارئ في تقييمها، والنظر إلى أي مدى تستحق أن تـُـروى أصــلاً، أضف إلى ذلك أنها ربما تعطي المتلقي انطباعاً بأنها لا تحمل ما يجعلها في غنى عنه، فكأنها إما أن تكون مرسلة إليه.. وإما ألا تكون. أما الرواية الموجبة، فبمجرد أن يبدأ كاتبها البحث عن الأطــراف (الشخوص) المناسبين ليحكي أحداثها بعضهم لبعض، يجد سؤال الجدارة السردية مطروحاً أمامه ، وهكذا يتسنى له تقييم تلك الأحداث على نحو أفضل من خلال سردها ضمن أحد أنماط التواصل الحّيّ، فكأنه بذلك يقول للمتلقي الطبيعي:« إن رسالتي هذه ليست موجهة إليك بالضرورة، ولكن بإمكانك أن تنضَّمَّ إلى قائمة المرَسَل إليهم إن شئَتَ ،وإن لم تشأ فلا بأس، رسالتي وصلت سلفاً وليست بحاجة إليك!.»
|