ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الإسلام والدولة في ضوء نظرية التطور الحضاري لابن خلدون

المصدر: المجلة العلمية لكلية الآداب
الناشر: جامعة أسيوط - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: مرسي، علي عبدالحفيظ (مؤلف)
المجلد/العدد: ع45
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: يناير
الصفحات: 7 - 45
ISSN: 2537-0022
رقم MD: 776490
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

81

حفظ في:
المستخلص: ينشأ العمران البدوي- بحسب ابن خلدون- من جراء اجتماع عصبية كبيرة في وسط البدو تدعمها دعوة معنوية أو دينية تدفع البدو إلى السلوك بعكس ما ألفوه وإلى تغيير طباعهم. وعليه فإن أكبر مشروع سياسي توفر للعرب بتأثير الإسلام كان وحدة قبائل العرب تحت راية الدين الجديد. وبحسب النظرية الخلدونية فإن هذا الاجتماع الذي حصل في الجزيرة العربية بواسطة الإسلام هو نوع من أنواع الاجتماع البدوي. وهذه المسألة التقريرية لا يستفاد منها اعتبار هذه البداوة عنصرا من عناصر النقص في هذا الاجتماع بقدر ما هي عنصر تصنيفي يتضح منه الدرجة التحضيرية للمكونات الاجتماعية لهذا اللون من الاجتماع، وتحديد نوع الدولة التي تظهر من جراء حصوله. ومع أن تصنيف قدرة فرد ما أو دعوة دينية ما على تغيير الحالة الحضارية لأمة من الأمم والدفع بها خطوات كبيرة ناحية التطور الحضاري هو لون ظاهر من ألوان النجاح، إلا أن ذلك ينبغي أن لا يعطي دلالة غير الدلالة الطبيعية للأشياء، فما حصل هو أن الإسلام أخذ بيد العرب ناحية الاجتماع والوحدة، وهي درجة أكثر تطورا من الحالة التي كانوا عليها، لكنها ليست خاتمة المطاف في درجات التطور الحضاري في الاجتماع الإنساني الذي ما يزال وسيظل في حالة تطوير لاجتماعه القانوني والسياسي. ما نستطيع وضع يدنا عليه من أزمة سياسية ودينية في واقعنا المعاصر فيما يخص موضوع "الدولة" أن التيارات الدينية تسير في فهمها لموضوع الدولة بعيدا تماما عن النظرية الاجتماعية في التطور الحضاري للمجتمعات الإنسانية وهي النظرية التي أسسها أحد أبناء الحضارة العربية الإسلامية، وهو العلامة عبد الرحمن ابن خلدون، وأعرض عنها أبناء الحضارة العربية اليوم، فنحن متجاذبون منذ فجر النهضة العربية الحديثة بين تراث الدولة المصطحب في التاريخ العربي الإسلامي، وبين منظومة الدولة الحديثة القادمة إلينا من مجتمعات أكثر تحضرا وخبرة بإنشاء المشروع الحديث للدولة. ولو أننا فهمنا التتابع الحضاري لتشكيل الدولة بحسب النظرية الخلدونية ما كنا لنقع في هذا الخلط، فما أورثه الإسلام للمسلمين من قيم يمكن تركيبه على كافة المستويات الحضارية بدءا من البدو النازلين من الآدميين بمنزلة الوحش غير المقدور عليه- بحسب تعبير ابن خلدون(1)- وانتهاء بأرقى مستويات التطور الحضاري الإنساني الذي صادفه مفكرونا في الدول والمجتمعات صاحبة الحضارة الحديثة، وهو ما دفع بهم لإثبات دهشتهم من توفر الخصال والقيم الدينية الإسلامية في المجتمعات المتحضرة من دون وجود الإسلام(2). وقد انقسمت الدراسة إلى مبحثين: درس الأول منها مفهوم لدولة والتطور الحضاري، ورشح منه أن الدولة موضوع خلاف موضوع الاجتماع الطبيعي الذي جبلت عليه جماعات الخلائق، لأنها طور متراكب ومعقد من الترقي الحضاري للمجتمعات الإنسانية وأن هذا الترقي هو شأن مستمر لا يتوقف عن نقطة واحدة. وأن عماد التطور الرئيس هو وقوع الإصرار من الإنسان على تحدي واقعه بما ينتج عن ذلك من ابتكارات تحقق له الرفاه والاستقرار والسيادة في الأرض، كان أبرزها في التاريخ الإنساني مشروع الدولة بما يشتمل عليه من ابتكار كل من القانون والسلطة وتنظيمهما. وفي المبحث الثاني: وضحت الدراسة أن الدولة النبوية الأولى سواء على الصعيد الاجتماعي أو القانوني (قواعد تنظيم العيش المشترك) أو حتى على صعيد ممارسة السلطة لم تحد بأي حال من الأحوال بعيدا عن الطبائع الأصلية للمجتمع الذي نظمته، وهو ما يؤكد أن هذه هي سنة الإسلام الماضية في الشن السياسي، أي مراعاة التطور الحضاري والحالة الاجتماعية، فما يصلح لقرن فات لا يصلح لقرن قائم أو قادم. تساؤل الدراسة: هدفت الدراسة للإجابة عن السؤال: - إلى أي حد ترتبط الدولة بالدرجة الحضارية للمجتمع؟ وإلى أي حد اتسقت دولة العهد النبوي مع الظروف التاريخية والحضارية لعرب الجزيرة واستثمرتها؟ منهج الدراسة: تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي.

ISSN: 2537-0022

عناصر مشابهة