المستخلص: |
سلطت الورقة الضوء على ابن بطوطة أمير الرحالة. فقد ولد محمد بن عبدالله بن محمد الطنجى في 24 فبراير (1304 – 1377م) بمراكش، عرف عن عائلته الاشتغال بالقضاء، درس الشريعة، قبل أن يعلن اعتزامه الخروج للحج، ولتعلم ما يتاح له من ممارسات الشريعة في بلاد الإسلام، وقد وثق صلاته بالكثير من الملوك والأمراء في البلاد التي نزل فيها، وأنفق من منحهم على نفقات رحلاته. وتتضح أهمية رحلات ابن بطوطة في كتابات ومؤلفات بعض المثقفين، فقد كتب نجيب محفوظ رواية بطلها رحالة عربي، سماه ابن فطومة وهي من أجمل روايات عميد الرواية العربية، يتجول فيها الراوي بين أقطار المسلمين، فصيل إلى الملاحظة نفسها التي أشار إليها الإمام محمد عبده، وهي أن بلاد الإسلام تعاني غياب اليقين الديني. كما أعلنت وزارة الثقافة المغربية عن بدء دراسة إنشاء متحف دولي لابن بطوطة، وثمة مشروع تبنته دولة الإمارات العربية المتحدة باسم "ارتياد الآفاق" يعنى بأدب الرحلة منذ القرن العاشر الميلادي إلى النصف الأول من القرن العشرين، والمشروع يهدف إلى رصد اجتهادات الرحالة العرب والمسلمين، وبناء مكتبة عربية من الأعمال المتناثرة في المخطوطات، والطبعات المبكرة التي لم تحقق جديدا. كما لم تغفل السينما دور ابن بطوطة في الثقافة العالمية، فقد أنتج فيلم يجمع بين الدراما والتوثيق، بعنوان "رحلة إلى مكة" أعاد تجسيد رحلة ابن بطوطة من طنجة إلى مكة. ختاما فقد جاب ابن بطوطة العالم على قدميه، وركب الحمار والجواد والجمل ورقى الجبال، وهبط الوديان، واخترق الشعاب الأودية، وعانى أهوال البر والبحر، وهذا ما يميزه عن الرحالة الجدد الذين أعانتهم الوسائل المستحدثة على اختزال المسافات، والإفادة من التقدم العلمي، والرؤية التي لا تكثر فيها دوائر الدهشة، والمناهج التي تضع كل شيء في موضعه الصحيح. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|