المستخلص: |
هدفت الورقة إلى تقديم كتاب بعنوان الثقافة والمجال: دراسة في سوسيولوجيا الهجرة والتحضر أمام اختبار البراديغم البنائي. وبينت الورقة أن المؤلف قد حاول أن يعالج إشكالية العلاقة بين الثقافة والمجال، أي مسارات الانتقال من التحضر الكمي إلى التحضر الكيفي، انطلاقاً من فرضية مركزية مؤداها أن التحضر الكمي الذي تعرفه المدينة المغربية الحديثة بفعل الهجرة القروية، ويتحول تدريجياً إلى تحضر كيفي تختفي فيه الفوارق القروية والحضرية. كما تطرقت الورقة إلى إنه إيماناً بأن وضوح المفاهيم المستعملة لا يوصل بالضرورة إلى إدراك الواقع، لكن على الأقل يخلص الباحث من التساؤلات الزائفة، فإن الكاتب يتوقف برهة عند بعض المفاهيم المتشابهة والتي تستعمل احياناً مرادفات ليدقق في معانيها، كما أنه يعمل درءاً لكل التباس أو غموض قد يشوب استعمالها علي تحويل بعض المفاهيم الانقليسية إلي مفاهيم إجرائية. وأظهرت الورقة تأكيد الكاتب علي أن التحليل السوسيولوجي يجب أن ينطلق من الفرد؛ فهو الذي يمنح الظاهرة الاجتماعية شكلها وبناءها، وبالتالي يجب أن يركز التحليل علي الوحدات الصغرى والتفاعلات المرتبطة بالعلاقات بين الافراد، والمفاوضات التي تجري بين الفاعلين الاجتماعيين لاستجلاء تضارب أسباب الفعل الفردي وتعدد دلالاته الاجتماعية بالنسبة إلى الفرد، أي استجلاء المعني الذي يضيفه الفاعل علي سلوكه. وختاماً أشارت الورقة إلى إنه إذا كانت فضيلة كل كتاب جدير بالقراءة لا تقاس فقط بكثافة المعارف التي يضيفها إلى القارئ، بل وبما يثيره من أسئلة، وكتاب الثقافة والمجال يعلمنا بوضوحه المنهجي ودقته التحليلية، أن الوعي السوسيولوجي يبتدئ بدرس في المنهج والمنهاج. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|