ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تعلم اللغة فطري غريزي أو مكتسب ؟

المصدر: مجلة البيان
الناشر: رابطة الأدباء
المؤلف الرئيسي: جمعة، خالد محمود (مؤلف)
المجلد/العدد: ع450
محكمة: لا
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2008
الشهر: يناير
الصفحات: 6 - 31
رقم MD: 779450
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: من خلال تحليل مواقف المذهب السلوكي وعرض مواقف الاتجاه العصبي اتضح لنا أن الاتجاهين كليهما يطالبان بالخصائص الأساسية لاكتساب اللغة، وتشومسكي وسكينر يمثلان بالطبع اتجاهين محددين، فإن اعتبرنا تعلم اللغة – كما لدى سكينر – مجرد نتيجة لسلوك المحاكاة، فإننا نعتبره سرداً لتاريخ عملية التكيف مهملين في ذلك قرارات معرفية لها أهميتها بالنسبة للفرد كتراكيب الاكتساب الفطرية والقدرة على فهم التراكيب النحوية ذهنياً والقدرة على تطبيق عمليات الاتصال. صحيح أن تشومسكي قد اشترط لاكتساب اللغة بالمقابل آليات فطرية يجب تفعيلها عند الطفل عن طريق جماعة لغوية خاصة فقط، إلا أنه لم يول العالم الحقيقي للطفل أي أهمية. فالعالمان السابقان لا يلقيان بالا للآثار الاجتماعية والثقافية في اكتساب اللغة؛ فلا يراعيان المستوى الطبقي والدين والسلوك الجماعي فضلاً عن إهمالهم الوظائف التفاعلية أصلا. واكتساب اللغة – برأينا – لا يتطور إلا على أساس آلية فطرية لاكتسابها؛ آلية تستند استناداً مميزاً إلى أعمال التضافر والتخزين الفكري، فإن وجد الوليد عملياً برنامجاً نحوياً صحيحاً أمامه – وهذا ما لا يمكن تأكيده في الوضع الراهن للدراسة الدماغية – فمن المهم جداً الإشارة في هذا السياق إلى وجود رابط بين الفكر والنمو اللغوي؛ لأن الأطفال لا يتواصلون إلا باللغة، وبما يستطيعون أن يطوروا وعياً فاعلاً عن ذاتهم الخاصة – أنا-. وللبيئة برأينا دور فاعل في اكتساب اللغة، ولهذا ينبغي أن ندخل السلوك الانفعالي بين الأهل والأطفال تحت لوائها، فمن دون رغبة، وحب، وميل، لا يكتسب أي طفل أي لغة؛ لأن الأهل يتكلمون مع أطفالهم بشكل مختلف عن كلامهم مع الكبار، فيتحدثون مع الأطفال بشكل معاصر، وببطء ووضوح، وبكثير من الإلحاح – والتمرين والتكرار – وبقليل من التجريد إلى درجة يسهل فيها على الأطفال فهم المضمون الملقى بين أيديهم. وثمة أشياء أخرى بالطبع لها تأثير كبير في اكتساب الأطفال للغة كالمحيط الذي يعيشون فيه، والتعامل مع متحدثين آخرين، كما أن لوسائل الإعلام المتنوعة في أيامنها هذه دوراً مهماً وبارزاً في اكتساب اللغة ومنها التلفاز والإذاعة والمصوتات والكتب، وهي وسائل تواجه الأطفال بقدر كبير من المادة اللغوية التي يحصلون منها على إثارات كبيرة لتعلم اللغة. وعلى خلاف نسبة لا بأس بها من الأهل تقدم وسائل الإعلام للأطفال عرضاً مناسباً جداً من التعابير اللغوية، ويضاف إلى هذا أن الأطفال بحاجة ماسة إلى الاحتكاك مع الأهل وإلى الاهتمام بشخصهم ليتمكنوا من النمو والاتساع اللغوي بشكل حر واختياري. والمساهمة اللغوية السلبية لوسائل الإعلام لا تكفي في معظم الأحيان للتنظيم اللغوي الصحيح وفهمه نظراً لغياب الجدال الحواري بالمادة اللغوية التي تم اكتسابها حديثاً. وكثيراً ما يساعد العرض اللغوي غير المراقب لوسائل الإعلام الأطفال، وهذا لا يتم إلا في تواصل بشري رزين، وهنا فقط يستطيع الطفل اختيار الاستعمال الصحيح للإشارات الجديدة؛ لأنه يحصل على تبليغ مباشر بالإعادة. وفي الختام نرى أن كفاءة تعلم اللغة تستند إلى آليات فطرية، وعندما لا يقابل الأطفال بالطبع مادة لغوية كافية ومنتقاة فإنهم لا يكتسبون أي لغة، ومما نصنفه تحت الآليات الفطرية هنا: - حاجة الطفل العامة للاستعلام - القدرة على التواصل الذاتي. - ربط التعابير اللغوية بمضامين وأفعال وتخزينها.

عناصر مشابهة