ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الخطاب الصوفي في الرواية المغربية: أحمد التوفيق نموذجاً

المصدر: أعمال ندوة : التصوف وخطابات المثقف
الناشر: اتحاد كتاب المغرب ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية
المؤلف الرئيسي: فاضيل، عبدالكريم (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2014
مكان انعقاد المؤتمر: فاس
الهيئة المسؤولة: اتحاد كتاب المغرب ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
الشهر: مايو
الصفحات: 227 - 240
رقم MD: 781232
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

44

حفظ في:
المستخلص: هكذا يتناغم توظيف اللفظ والمصطلح الصوفي بما يحمله من قيم مع المحكي، وهكذا أبلغ المرسل الحالات الصوفية التي تعتري نمطا من شخصيات متنه الروائي، وهكذا يبدو المصطلح الصوفي حاضرا وحاسما في بلورة وتشكيل الفعل الصوفي بمستويات متفاوتة من رواية لأخرى، وهذا التوظيف منبعث من ذات مؤلفة مدركة لقيمة الخطاب الصوفي في الزمن الماضي، وفي أي زمن قد يأتي، إنه يعي وعيا تاما أن "الخطاب الصوفي كان بلسما مخففا لمعاناة سكان كانوا يعيشون في مجتمع يسود فيه الخوف من الطبيعة، ومن البشر ومن المصير، وكان أداة للتكتل والتضامن". إن أحمد التوفيق يدرك إدراكا أن الخطاب الروائي الملفوف بالقيم ذات البعد الصوفي، يمكن أن يؤدي الأدوار والوظائف لتصحيح وتقويم ما يمكن تقويمه في، زماننا الحاضر، وقد أشار المؤلف لذلك مباشرة في درسه الافتتاحي ضمن الدروس الرمضانية المشار إليه سابقا، إنه ينطر إليه ليس بوصفه خطابا فكريا فحسب، بل يتوخى تحويله إلى خطاب إبداعي احتراقي متجدد يروم تفكيك السائد، وإعادة تركيبه وفق رؤية تستمد قوتها من الدين والتراث المتواصلين في الزمن والبشر. إن اهتمام الروائي بالصوفية كتاباته السردية، ليس بحثا عن جوهر التصوف، وإنما بغرض جعل لغته وما تحمله من دلالات أداة ومسلكا في التغيير والصياغة، وإعادة البناء، لتحقيق غايته، فقد بعث روحا جديدة في لغة هذا الخطاب، وتخلص مما كان يكبله من قيود في استعمالها، وبذلك صنع أسلوبا مميزا في، كتاباته السردية، وأظهر قدرة على خلق حداثة في الصياغة "تتحدد بمدى قدرة الأديب على ابتكار أسلوبه الأدائي مما لا يتقيد بأنماط سائدة ولا معايير مطردة". إن المتن الروائي لأحمد التوفيق مرتبط أشد الارتباط بالسياقات التاريخية والسياسية والاجتماعية التي أنتجته، إلا أن هذا لا يعني أن الروائي أعاد كتابة التاريخ، أو أنه سقط في المشابهة للتاريخ السياسي الواقعي، بل حاولت رواياته "حاولت أن تستعيد لغة التاريخ، وقد نجحت في صياغة خطابها الذي لا يقوم على اللغة الوحدة وإنما على لغات فقد استعادت لغات لم تعد تمثل اليوم إلا جزءا من التراث". قد مضى حضور المعجم الصوفي في المتن بعيدا، بألفاظه ومصطلحاته المتلونة، عبر الرؤيا والكشف والتجلي، والإحسان، والكرامات والخوارق، وطي المسافات، نحو تشكيل خطاب له سلطته، لأن سلطة النص "ترتبط بالدرجة الأولى بقدرة النص على فرض معنى أو معان تتمتع بقدر من الإلزام، وليس بقدرة النص على فرض شكل ملزم للمفسر". إن البعد الصوفي في المتن الروائي تطلب معجما خاصا، تساوقت لغته مع بنية الشخصيات، وبنية السرد، والفضاء وكأن المؤلف يؤشر على حقيقة يحاول أن يرسم ملامحها بالترميز تقول، إن "المنهاج الصوفي هو الطريق الأفضل الذي يجب أن تسلكه الأمة لتخرج من كبوتها الراهنة نحو الصحوة الإسلامية"، لكونه يعتمد على التربية التي تسمو بالفرد عن الأنانية، واتباع الشهوات، وفعل السوء، وإيذاء الناس، والجشع والطمع، والظلم، ثم تربى في الإنسان القدرة على مجاهدة النفس، وحب الخير، والتحمل والصبر والإرادة والعزيمة والثقة بالنفس.