المستخلص: |
تبحث هذه الدراسة موضوع دور الأداة الاقتصادية في السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فترة ما بعد الحرب الباردة 1990- 2015. وقد عرضت الدراسة لأهم التحولات والمتغيرات في فترة ما بعد الحرب الباردة والتي شكلت بدورها عددا من المحددات المؤثرة على السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كانتقال النظام الدولي من نظام ثنائي القطبية إلى نظام متعدد الأقطاب اقتصاديا، وتنامي العولمة والاعتماد المتبادل، وتحولات مفهوم القوة، وتراجع دور الأيديولوجيا لصالح النزعة البراغماتية. وقد استندت الدراسة إلى فرضية مفادها وجود علاقة ما بين تحولات ومتغيرات فترة ما بعد الحرب الباردة ودور الأداة الاقتصادية الصينية في السياسة الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما اعتمدت الدراسة على منهج تحليل النظم والمقارن لاختبار الفرضية. وفي النهاية وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها تفضيل الصين لهذه الأداة عن غيرها تجاه دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما بينت الدراسة أن أسلوب استخدام الصين لمجمل أبعاد الأداة الاقتصادية تجاه المنطقة كان ترغيبيا منفتحا، ولم يكن قسريا خشنا، الأمر الذي انعكس على حجم المصالح المشتركة بين الصين ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إلى جانب ذلك أتضح للدراسة أن الصين تحاول توظيف أبعاد الأداة الاقتصادية لتعزيز وضمان إمدادات الطاقة بشكل أساسي إلى جانب أهداف أخرى، كتحجيم النفوذ الأمريكي وكسب الحلفاء السياسيين في هذه المنطقة.
|