المستخلص: |
رغم إجراءات البطش التي لجأ إليها ليوطي باسم المحافظة على النظام العام، فقد كانت للدعاية الجرمانية التركية آثارها على مختلف مناطق المغرب، وبشكل خاص على المجاهدين الذين عززتهم معنويا، ولقد استفاد عبد المالك الجزائري من تلك الدعاية ماديا ومعنويا خلال فترة الحرب العظمى، بيد أنه بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وتكسرت شوكة ألمانيا، وتراجعت هيبتها بفعل السلم المفروض (Diktat) في فرصاي، بدأت الدعاية الجرمانية التركية تخبو، لكن جهاد ضد المغاربة الفرنسيين لم يتراجع. ومن جهة أخرى، ومع نهاية الحرب العظمى اختفى عبد المالك ليظهر بعد عامين على الضفة اليمنى لورغة مستأنفا نشاطه الجهادي ضد فرنسا، وأدى ظهوره إلى التأثير على العلاقة بين فرنسا وإسبانيا، وتراوحت تلك العلاقة بين المد والجزر حتى نهاية عبد المالك سنة 1924.
|