ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الاتصال المباشر والتقارب الثقافي في السودان : قبيلتا المسيرية الحمر ودينكا نقوك أنموذجاً

المصدر: مجلة خطاب
الناشر: جامعة الخرطوم - معهد أبحاث السلام
المؤلف الرئيسي: أزرق، زينب عبدالرحمن (مؤلف)
المجلد/العدد: ع2,3
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: يناير / ديسمبر
الصفحات: 43 - 57
ISSN: 1858-6244
رقم MD: 792198
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: القبيلتان المسيرية الحمر والدينكا نقوك قدمتا أنموذجا في العلاقات المتآلفة والمنسجمة وفي التعايش السلمي الناتج عن استنباط لوائح وأعراف تحدد الديات وفقا للواقع المعاش، وتعمقت هذه العلاقة بتحالفات ومواثيق أخوية ولوائح. وان التعايش بين القبيلتين ظل إفرازا طبيعيا لاعتراف كل أثنية بالأخرى واحترام عاداتها وتقاليدها ومعرفتها اللصيقة بها. هذه العلاقات المميزة أوجدها واقع اتصالي مواجهي عمق مساراتها وعمل على إزالة العقبات إن وجدت. التوترات الاتصالية حدثت نتيجة لأحداث 1965م وشارك المتفلتون من القبيلتين في إثارة الفتنة التي وجدت تجاوبا كبيرا من أفراد القبيلتين، كما أن موت زعمائها وأهم قادة الرأي فيها واللذين اتصفا بمهارات اتصالية ساعدت على احتواء الإشكالات وأحدثت نوعا من الود والانسجام أدى فقدانهما إلى زيادة الشرح الاتصالي بينهما وعمق الفجوة الاتصالية بينهما. كل ذلك يعد مؤشرا إلى أن إدراك القيم المتشابهة نتيجة لهذا الاتصال والمعاملة الحسنة الناتجة عن معرفة عميقة بالآخر وخصائصه المتفردة مهدت لسياسات ودية. مع العلم بأن أشكال الاتصال اللغوي السائد بين نقوك والحمر كان يمكن أن يوفر بعض الأسس لتخطيط التكامل اللغوي. كما أتاحت منابر الاتصال التقليدي بين الاثنتين دورا شبه بالدور المطلوب من وسائل الإعلام في تنمية وتطوير التكامل الثقافي من خلال الفلكلور والأغاني والحكايات الشعبية والتاريخ المشترك. واستطاعت الأطر الاتصالية التقليدية ربط كيان المجتمع التقليدي وتشكيل وعي الجماعة عن طريق خلق بيئة مشاركة ودرجة معينة من التصورات المشتركة للواقع، بمعنى خلق موائمة بين الواقع المجتمعي الخارجي والتجربة الشخصية. أسهمت وظائف الإعلام والخبار والحوار في مجتمع يعتمد الشفافية والصدق في بلورة اتجاهات وآراء ومواقف نحو القضايا المختلفة. كما أسهمت في الاستقرار وتوازن العلاقة بين القبيلتين. استطاع زعماء القبيلتين حفظ السلام والأمن والتراضي وفق علاقة بينهما تتصف بالمساواة والندية، وقدما أنموذجا لأهمية قادة الرأي في المجتمعات. بالإضافة إلى أن القيم في المجتمع التقليدي قائمة على الواقع التجريبي فالشجاعة في هذه المجتمعات ليست قيمة معنوية فقط، بل هي سد حاجة اجتماعية حيوية وترضي اتجاهات نفسية لدى الكثيرين. ويعتبر الاتصال عامل مؤثر في نقل وتحريك القيم الاجتماعية وصناعة استراتيجيات الإقناع. أما توتر العلاقات بينهما فكا ناتجا عن الصراع حول المرعى والزرع ثم تطور إلى صراع حول الهوية والأرض وساعد في ذلك التمرد الذي باعد بين جيل الزعماء الكبار والنخب المتعلمة. أخيرا فإن تحقيق وظائف الاتصال من إعلام وأخبار وحوار ونقاش أسهم في بلورة اتجاهات ومواقف الجماعة نحو القضايا المختلفة.

ISSN: 1858-6244