ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الزواج في مدينة أمدرمان - دراسة إجتماعية للمجتمع المتغير

المصدر: مجلة جامعة غرب كردفان للعلوم والإنسانيات
الناشر: جامعة غرب كردفان
المؤلف الرئيسي: علي، إيمان محمد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: الدقيل، نبيل محمد (مشرف)
المجلد/العدد: ع6
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: يناير
الصفحات: 156 - 157
ISSN: 1858-6554
رقم MD: 792267
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

78

حفظ في:
المستخلص: في مجتمع حضري كمدينة أمدرمان تبرز جملة من الآثار التي يتركها التغير الاجتماعي وخصوصا في نظام الزواج، فالمرحلة التي عاشها مجتمع مدينة أمدرمان قبل الاستقلال عام 1956 ثم النمط الجديد بعدها إذا يعتبر الاستقلال حدثاً تاريخياً بالنسبة للمجتمع السوداني يفصل بين عهدين الأول الانعزال والانغلاق والتخلف والثاني (بعد الاستقلال) عهد الانفتاح والتغير والتطور وتم جمع البيانات والمعلومات عن طريق الملاحظة بالمشاركة والمقابلة وتصميم استمارة البحث التي أجريت على (300) أسرة مثلت مجتمع الدراسة. تبين من خلال التقابل بين النمطين أن هناك تغيرات عقيمة في نظام الزواج والعلاقات القرابية والعائلية وفي وضع المرأة من النمط التقليدي (داخل البيت الواحد) والمتسمة بالتضامن والتماسك وأنصباب أهتمام أفراده في هدمه البيت فضلا عن التعصب علي المجموعة القرابية التي تنتمي إليها الأفراد فقد كان الشكل السائد في نظام الزواج هو الزواج المبكر وانتشار الزواج الداخلي (داخل المجموعة القرابية) واختيار الزوجة محصور في الأسرة وبروز شكل الملكية الجماعية للبيت الواحد، التي تكون عادة باسم الجد وتكون العائلة بموجبها وحدة اقتصادية متضامنة تمارس في الغالب مهنة واحدة، ويظهر في المجتمع تمايز اجتماعي قائم علي الطبقات الاجتماعية وغالباً ما كان يقوم علي أساس التداخل بين النشاط الاقتصادي والاعتبارات الاجتماعية (الحسب والنسب)، أما العائلة فهي جزء من البيت وهي نواة البيت، وكان الشكل السائد هو الشكل العائلي الممتد المتكون من ثلاثة أو أربعة أجيال فضلا عن الشكل التعددي (تعدد الزوجات)، ولم تظهر العائلة النووية المستقلة إلا في حالات نادرة نظراً لظروف تتعلق بالعائلة نفسها مثل عدم وجود نسل منها أو لقلة عدد أفرادها. وهذه العوائل كانت تعيش في مسكن واحد وفي الغالب أو في مساكن متجاورة يطلق عليها (الحوش) ووضع المرأة كان وضعاً متروياً، فهي حبيسة البيت لا يسمح لها بالظهور أمام الأخرين إلا نادراً، وإذا ظهرت فإنها تخرج بحجاب كامل لا يظهر منها شيء، ويرافقها أبوها أو أخوها أو زوجها وتعيش في انعزال تام عن الناس الأخرين ما عدا بنات جنسها وتعاني من الأمية والجهل والمرض والظلم الاجتماعي فكانت مقطوعة اللسان لا تشارك في القرارات الأسرية وليس لها حق في إبداء رايها في الزواج تزوج مبكراً ولا تشارك في النشاط الاقتصادي سوي بعض النشاطات النادرة وتحت ظروف معينة وقد عزز هذا الواقع نظام الحكم السائد آنذاك وبعد الاستقلال انفتحت البلاد علي قنوات الحضارة الإنسانية وانتشر التعليم وسنت القوانين التي تضمن للرجل والمرأة حقوقاً متساوية وتنوع النشاط الاقتصادي للسكان واختفي تدريجيا التمايز الاجتماعي القائم علي أساس الطبقات الاجتماعية التقليدية القائمة علي الحسب والنسب والمهن التقليدية للأسرة ليحل محله التمايز الاجتماعي القائم علي الاعتبارات الطبقية والثروة إذا اصبح العامل الاقتصادي معياراً يميز بين سكان المدينة في حين اتخذت الاعتبارات بالتلاشي أمام طغيان القيم المادية، وأثر ذلك في إضعاف العلاقات القرابية (البيت) إلي عوائل منفصلة اقتصادياً وسياسياً ولم ينفصل وضع المرأة عن هذا الواقع فخرجت من قوقعة البيت لتتعلم وتشارك في قرارات الأسرة وفي حياة المجتمع وفي الحياة السياسية رغم انها ما تزال تعاني من رواسب الماضي ونظرة الرجل إليها وما نتج عن ذلك من صراع داخل الأسر بسبب أدوارها المتغيرة الجديدة وما تسبب في مشكلات اجتماعية بعضها يرجع إلي المرأة نفسها التي اندفعت نحو التغير دون تقييم حقيقي للواقع، ويمكن القول أن هناك تواصلا بين النمط الماضي والنمط الحاضر ورغم تعارض هذين النمطين إلا انهما يلتقيان في نقاط كثيرة مما جعل أبناء المجتمع يتكيفوا مع الوضع الجديد ويعيدوا تنظيم أنفسهم ويمارسوا نشاطات اقتصادية جديدة ليستفيدوا من فرص الانفتاح وليكونوا لأنفسهن وضعاً اجتماعياً وثقافياً جديداً أصبحت فيه المقاييس المادية والمنفعة الشخصية أساس التعامل والتفاعل في مجتمع المدينة اليوم رغم تعارض أو اصطدام هذه المقاييس الجديدة مع النمط الثقافي والتراث الاجتماعي الذي يمثل عنصر مقاومة لكل تهديد أو تغير في القيم الأخلاقية للمجتمع أو يمكن القول أن هذين النمطين النمط الداعي للتغير والنمط العارض له أمران متفاعلان ومتبادلان وليس معزولين عن بعضهما البعض ومن ثم أذدياد معدل التغير الاجتماعي والاقتصادي والاستمرار في تغير المفاهيم القديمة يمثل حالة متحركة (ديناميكية) وليس حالة معارضة سلبية، فضلا عن تفاعل مجتمع المدينة مع هذه المتغيرات والاستجابة لها تمثل حالة إيجابية لأنه لا يمكن أن يعيش المجتمع منعزلاً عن تأثير الحضارة الجديدة التي تتقدم كل يوم بخطي واسعة مما يجعل إمكانية استفادة المجتمع من ذلك ومتزايد من اجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. \

ISSN: 1858-6554