ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الوظيفة التعليمية والذوقية لأدب الأطفال من منظور التميز التربوي

المصدر: المجلة العربية للجودة والتميز
الناشر: مركز الوراق للدراسات والأبحاث
المؤلف الرئيسي: شعلان، سناء كامل أحمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Shalan, Sanaa Kamel Ahmed
المجلد/العدد: مج1, ع4
محكمة: نعم
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2014
الصفحات: 93 - 99
ISSN: 2521-9294
رقم MD: 793080
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

206

حفظ في:
المستخلص: السؤال التقليدي المطروح في الغالب في صدد الحديث عن أدب الأطفال هو هل أدب الأطفال للترفيه أم للتعلم أم لكليهما؟ وهذا السؤال يقودنا مباشرة إلى تعريف أدب الأطفال، فاعتماد تعريف يقودنا ابتداء إلى شكل هذا الأدب وصولا إلى غايته، ولعل تعريف هادي إلهيتي يتمثل ما نذهب إليه، فهو يعرف أدب الأطفال على أنه: فرع جديد من فروع الأدب الرفيعة، يمتلك خصائص تميزه عن أدب الكبار رغم أن كلا منهما يمثل آثارا فنية يتحد فيها الشكل والمضمون لأدب الأطفال في مجموعه هو الآثار الفنية التي تصور أفكارا وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال، وتتخذ أشكال القصة والشعر والمسرحية والمقالة والأغنية (الهيتي، 1997، ص 71-72). وبناء على ذلك فإن أدب الطفل ينتقل إليه عبر مسارب ناقله متعددة وفق الحاجة والظروف المعطيات، فنجد القصة القصيرة والرواية والمسرح والكتب العلمية التعليمية والمتاحف والقصائد والأناشيد ومجلات الأطفال والبرامج الإلكترونية والأفلام الكرتونية والدعايات والنشرات والرقصات الشعبية والحكايا الشعبية والمعاجم المتخصصة (طعيمة، 1998 م، ص 24-25). وهي جميعا نواقل طبيعية تعكس اهتمام الشعوب بالطفل وبأدبه بمستويات متباينة تعكس وعي الأمم، وتقدم معارفها، وتطور أدواتها وخبراتها، كما تعكس من جانب آخر القيم التعليمية والذوقية التي تسعى إلى بلورتها في نفس الطفل انبثاقا من معطيات دينه ومجتمعه وواقعه وظروفه وتحدياته وآماله (مقدادي، 1984 م، ص 14-16؛ ص 23). وتتباين محمولات هذه النواقل، ولذلك تتفاوت درجات الاستفادة منها، وفي هذا الشأن نؤكد مربين وأهلين وقيادين ووطنيين بل وإنسانيين أهمية البعد التربوي في أدب الطفل الذي إن كان صورة للترفيه، ولتمضية الوقت، ولتزجية الساعات، ولترويج البضائع فقط، فإنه بالتأكيد سوف يكون أداة مدمرة للطفل، إذ إنه في هذه الحالة يقدم له ما نراه يقدمه الآن في كثير من الأحوال من أدب مفرغ من الأدب، ومن القيم الإنسانية والتربوية والدينية والوطنية، منزوع الفكرة الراقية، مطعم يقيم العنصرية والعنف والإقصاء للآخر ونزعة الانتقام والفردية والانتهازية، وبذلك بحرض الطفل على السلبية والانهزامية بدل أن يحرضه على قيم العمل والإبداع بالإنتاج والأعمار التي ما خلق إلا من أجل أن يقوم بها. فأدب الأطفال ليس اعطباطيا، ولا ينبغي أن يكون كذلك، وإنما يجب أن يكون مدروسا واضح المعالم والغايات لا سيما فيما يخص بعده التربوي، فهو أداة تربية، ولكنه ليس التربية ذاتها، وأداة تعليم، ولكنه ليس التعلم ذاته، ولذلك يجب أن يقوم أدب الأطفال على ركيزة من المضامين الوطنية والاجتماعية والإنسانية والتربوية التي تقوم على أمرين: البناء الذي يكفل له أن يقوم بواجبه خير قيام ليضطلع بدوره الطبيعي في الأسرة والمجتمع، والحماية التي تؤهله لحماية فطرته البريئة من كل ما يحيط به من مخاطر ومفاسد وانحرافات (بريغش، 1992 م، ص 92). ويتجلى الهدف التعليمي بوضوح في أدب الأطفال؛ لأنه في هذه الحالة هدفا معلنا يتقبله الطفل مباشرة وبقصدية عالية عبر الأسرة أو المنظومة التعليمية وإن قدم بشكل جميل ومسل يروق له، ففي مثل هذا النوع من الأدب يكتسب الطفل معلومات علمية وثقافية تسهم في بناء شخصيته، وذلك عبر تزويده بمعلومات عن كل معطيات ذاته وواقعه وعالمه وجماعته وماضيه وحاضره ومستقبله. ويكون الطفل في هذه الحالة يمارس التعلم من خلال التسلية واللعب أحيانا، وكلما ارتفع رصيد الأدب من الإتقان والجودة وجمال الطرح ومخزون المعرفة كلما زادت قيمته التعليمية والتربوية، وأصبح قصد الأهل والمعلمين والمربين، بل والأطفال ذاتهم إن كان يقدم بالشكل الذي يشدهم. ومن الضروري في هذا النوع من أدب الأطفال أن يراعي مبدعه ملائمته للفئة العمرية للطفل، لتتناسب المعلومات وطريقة تقديمها طرديا مع قدرة الطفل الفكرية والشعورية والنفسية بل والجسدية أحيانا في التلقي والفهم والإدراك، ولذلك غالبا ما تتوزع هذه الإبداعات على محاور عمرية محددة، وهي (عبد المجيد، د. ت، ص 15- 19). المحور الواقعي المحدود بالبيئة: وهو من سن الثالثة إلى الخامسة، ومحور الخيال الحر، وهو من الخامسة إلى الثامنة، ومحور المغامرات والبطولة، وهو من الثامنة إلى الثانية عشرة، ومحور الغرام، وهو من الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة تقريبا. والبعد التعليمي لا يقدم في أدب الأطفال بكل علمي معرفي ثقافي بحت، بل قلما يكون كذلك حتى في أكثر المواضيع علمية بحتة مثل علوم الأحياء والفيزياء والكيمياء، بل الاتجاه الحديث في التربية والتعلم بجنح إلى تجربة القدامى في هذا الشأن، وهي التعليم من خلال طرق غير مباشرة، فهي تكون في الغالب أنجح وأكثر تأثيرا، ولذلك نجد القيم التعليمية تأخذ اتجاه شعبي عبر تلك القصص الموروثة التي تتداولها الجماعة عبر مخيال شعبي جمعي (يونس، 1968 م، ص 11-12)، أو عبر الاتجاه التاريخي الذي يسجل لحياة الإنسان ولعواطفه وانفعالاته في إطار تاريخي، أو عبر الاتجاه الأسطوري، أو عبر الاتجاه الرمزي الذي ينطق الحيوانات والجمادات والكائنات من أجل أن تقوم بدور تعليمي فعال ومؤثر. والمواد المعرفية والتعليمية المتحصلة من أدب الأطفال عليها أن تقترن بمجموعة من المكتسبات والقرائن التربوية التي تضمن أن يستفيد الطفل والجماعة والمجتمع مما تعلمه واكتسبه من معرفة أولية من أدب الأطفال الذي تسنى له أن يطلع عليه، وهذه المكتسبات التربوية نجملها في (شرايحة، 2001 م، ص 40-52): أن يدرك الطفل واقعه، ويتطلع إلى مستقبله ضمن جماعته، ويحترم تاريخه وماضيه، ويأخذ العبرة منه، وأن يدرك أن قيمة الإنسان تتجلى في قدرته على صنع حضارته ومجتمعه وسعادته، وتقوية الانتماء إلى الوطن المحلي والعربي، وتقوية الانتماء إلى المجتمع الإنساني، وتنمية التعاون وتقديره من أجل بناء الحضارة الإنسانية، وتنمية الاتجاهات الكفيلة بتحقيق التفاهم العالمي، وإثارة التفكير وتنميته. وبهذا الشكل يستطيع أدب الأطفال أن يحقق سوية عالية للطفل في مستوياتها الفردية الاجتماعية والقومية والإنسانية والعملية.

ISSN: 2521-9294

عناصر مشابهة