المؤلف الرئيسي: | أحمد، فردوس يحيي (مؤلف) |
---|---|
مؤلفين آخرين: | أحمد، الفاتح الحبر عمر أحمد (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
موقع: | أم درمان |
التاريخ الهجري: | 1434 |
الصفحات: | 1 - 370 |
رقم MD: | 793188 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة دكتوراه |
الجامعة: | جامعة أم درمان الاسلامية |
الكلية: | كلية أصول الدين |
الدولة: | السودان |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تناولت الأطروحة بالبحث التحليلي النقدي العلل في الحديث وأثرها في اختلاف الفقهاء، ومعرفة علل الحديث من أجل العلوم وأدقها مسلكاً، ولا يطلع عليها إلا من منحه الله سبحانه وتعالى فهماً غاصياً واطلاعاً حاوياً وإدراكاً لمراتب الرواة. وتشتمل العلل في معناها على علل ظاهرة كرواية الضعيف الذي يحتمل منه الضعف، لأن رواية الضعيف ليست دالة بمجردها على خطئه ووهمه إلا من خلال البحث ومقارنة روايته مع رواية الثقات. أو علل خفية قادحة جارحة في صحة الحديث ويبحث عنها في خطأ الراوي الثقة والمقبول الذي إذا انفرد بالحديث يقبل انفراده أو يحتج به عند الاعتضاد. والعلل لا تدخل في علم الجرح لأن حديث المجروح ساقط واهٍ، ولأن العلل يبحث عنها في روايات الثقات. وعلم العلل يبحث عن العلل الواقعة في الأسانيد والمتون عن طريق جمع طرق الحديث، ومخالفة الراوي، مع قرائن أخرى تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن بأن هناك علة. فإذا وقعت العلة في السند فهى أما سقط من الإسناد وإما طعن في الراوي، فإذا كان سقطاً من الإسناد فيبحث عنها في الموضع الذي وقع فيه السقط، إن كان سقطاً ظاهراً من مبادئ السند من المصنف أو من آخره بعد التابعي أو غير ذلك. فالأول: المعلق، الثاني: المرسل، الثالث: إن كان باثنين فصاعداً مع التوالي فهو المعضل، وإلا فالمنقطع. أو يكون سقطاً خفياً غير واضح فإذا كان كذلك فهو المدلس ويأتي بصيغة تحتمل اللقي والسماع كعن، وقال، أو المرسل الخفي، من معاصر لم يلقِ من حدث عنه. وهنا تتجلى دقة المحدثين في كشفهم لتلك العلل، ويظهر ما توصلوا إليه من غاية البراعة والحذق، حيث فرقوا بين المدلس وبين المرسل الخفي، فمن قصد التغطية وإيهام السماع فهو مدلس، ومن قصد مجرد الرواية من غير إيهام فهو إرسال خفي. كذلك لم يكتف المحدثين بعامل اتصال الزمن لحياة الرواة بل اعتمدوا على أمرٍ أدق من ذلك لاتصال الزمن، خاصة لمن جاء بالحديث عن طريق العنعنة والأنأنة، ألا وهو تحقق اللقاء والسماع وثبوت المجالسة والأخذ. وإذا كانت العلة طعناً في الراوي ويبحث عنها في عدالة الراوي الكذاب والمتهم بالكـذب أو صاحب بدعة أو المجهول الذي لم تعرف عدالته الظاهـرة ولا الباطنة، ويبحث كذلك عنها في ضبط الراوي السئ الحفظ والمغفل الذي يقبل التلقين والكثير الوهم والمخالف للثقات، فإذا وقعت في المتن فيبحث عنها في الأحاديث المتعارضة فيما بينها، وفيما بينها وبين القرآن الكريم وهذا ما يسمى بمختلف الحديث ويبحث عنها في النسخ الذي يعتبره بعض العلماء علة، وفي الرواية بالمعنى وفي اختصار الحديث. أما إذا اشتركت العلة عند وقوعها بين السند والمتن فيبحث عنها في تفرد الراوي ومخالفة غيره له، وفي تعارض الوصل بالإرسال والرفع بالوقف، وفي زيادة الثقة، وفي دمج الموقوف بالمرفوع أو زيادة لفظة جاءت تفسيراً من الراوي في أي موضع من الحديث، وفي القلب والتصحيف. أضف إلى كل ذلك هذه العلل كانت لها تأثير واضح في اختلاف الفقهاء، لأن الرواية المختلف فيها سواء كانت في السند أو المتن يتوقف قبلوها أو ردها على نوعية القرائن والملابسات المحيطة بها، لأن لكل علة حكم خاص يتعلق بها لدى أهل الحديث أو الفقهاء. وما يعتبره المحدثين علة لا يكون مانعاً العمل به عند بعض الفقهاء. والذي نستخلصه من هذه الأطروحة أن المحدثين شملوا بالبحث النقدي والمقارنة كل احتمالات وقوع العلة، وبناءً على ذلك استنتجوا أنواعاً كثيرة للعلة سواء كانت في السند أو المتن أو السند والمتن معاً، فجاءت دراساتهم لهذه المسائل الغامضة الخفية آية في دقة البحث النقدي، وعظمة المنهج الذي وضعوه من أجل صيانة الحديث النبوي والمحافظة عليه. |
---|