المستخلص: |
قضية المسؤولية الاجتماعية تعتبر من القضايا العالمية المهمة، وأصبحت الدول والشعوب تهتم بها بشكل جدي لمعالجة المشاكل التي أفرزتها العولمة في جوانبها السالبة، نتيجة لحضور الشركات عابرة القارات الكبير في الفضاء الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، واهتمام والشركات بقضايا المجتمعات التي تعمل يمكنها من تحقيق أهدافها وجني الأرباح، كما يساهم ذلك في تحقيق التنمية المستدامة من أجل مستقبل أفضل للأجيال الحالية وللأجيال القادمة، ويساهم في بناء صورة ذهنية طيبة عنها . اهتم الدارس بهذه القضية عبر تناول تجربة مجموعة سوداتل للاتصالات بالسودان في مجال المسؤولية الإجتماعية من خلال المنهج الوصفي التحليلي وتم التطبيق على عينة بلغت (400) من مشتركي سوداتل بولاية الخرطوم . ويهدف إلى المساهمة في التعريف بمفهوم المسؤولية الإجتماعية، وترسيخ معانيها والقضايا المرتبطة بها في البلاد، وبناء ثقافة مجتمعية مؤسسية محفزة لتطبيق المسؤولية المجتمعية في السودان بشكل يحسن الصورة الذهنية للبلاد بإعتبارها إتجاه عالمي والتأصيل لمصطلح المسؤولية الإجتماعية بربطه بالجانب العقائدي ومرجعيته الدينية والمذهبية ولفت أنظار الشركات والمؤسسات إلي أهمية تبني برامج المسؤولية الإجتماعية، لتساهم في بناء صوره ذهنية مشرقة عنها بين أفراد المجتمع الذي تعمل فيه. تم تقسيم الدراسة الى خمسة فصول, شمل الفصل الأول الإطار المنهجي, وتناول الفصل الثاني نشأة وتطور ومفهوم العلاقات العام, أما الفصل الثالث فكان عن مفهوم وأهمية ونوع مرتكزات المسؤولية الإجتماعية، وتطرق الفصل الرابع لنشأة وتطور وبرامج سوداتل تجاه المجتمع , وتناول الفصل الخامس الدراسة التطبيقية . وقد خلص الباحث إلى نتائج طيبة، أهمها أن المسؤولية الاجتماعية من صميم الدين الإسلامي وتبنيها واجب ديني، وأن المسؤولية الإجتماعية كمفهوم حديث بدأ ينمو في الوعي العام لأهل السودان وهو آخذ في التعمق، وتبني سوداتل للمفهوم وعملها في مشروع وبرامج لصالح المجتمع فيها ساهم في تحسين صورتها الذهنية، ودعم جهودها التسويقية وعلاقاتها مع مختلف أصحاب المصلحة من عاملين واسرهم ومساهمين ومجتمع وحكومة وبيئة، كما أن عدم المعالجة الإعلامية المتكاملة لهذا الجهد جعل البعض يري ان شركات أخري تقدم أفضل منها في هذا الجانب .
|