| المستخلص: |
أسس هذا البحث على فرضية: أن تطبيق نظام سياسي لا علاقة له بثقافة المجتمع يؤدي إلى دوامة من عدم الاستقرار السياسي الذي بدونه يستحيل وجود تنمية سياسية. حاول السودان تطبيق نظام ديمقراطي في غياب استيعاب المفاهيم والأعراف الديمقراطية، ذلك لأن النظم التقليدية من طائفية وقبلية استغلت المواعين السياسية الحديثة للديمقراطية، فسيطرت عليها بالممارسة التي لا تقبل التعايش مع الخصوم المتنافسين. فأصبح عدم الاستقرار السياسي سيد الموقف بعد أن دخلت عناصر القوة العسكرية في الصراع السياسي (الانقلابات العسكرية). سيادة السلوك التقليدي قفل الباب أمام الاعتراف بالتعددية الثقافية، فكانت الحروب الأهلية في الجنوب والغرب التي أصبحت ثغرات للتدخل الأجنبي في السودان، وذلك مما زاد من دوامة عدم الاستقرار السياسي. ولما جاء نظام الانقاذ بمحاولة لتجاوز أخطاء الماضي، ثم إرساء قواعد التنمية السياسية، واجهته مشاكل من جنس التي سبقت، ألا وهي: بناء وترسيخ الولاء للوطن الواحد، والشرعية السياسية، والسلطة النافذة، والمشاركة السياسية. فكانت تلك هي أهم أركان التنمية السياسية، وبالتالي لم تمكنه الظروف الأمنية من أداء المهمة، على الرغم من أنه ما يزال يقدم المحاولة من بعد المحاولة.
The main thesis rests on: the implementation of a democracy in a place where its system of values works in the opposite direction , leads to political instability as stability is one of requirements of political development . That is exactly what has occurred in Sudan. Traditional Institutions such as , tribes and sects , exploited democratic political institutions influenced by their traditional norms and beliefs .The result was a very low degree of peaceful coexistence with political opponents , and this in its turn led to military intervention in politics three times . Such a political climate led to unrests and civil wars in the south and west of Sudan. Engaz political regime of tried to overcome these obstacles in vain. This failure prevented the declared projects of unified national loyalty, political legality, political participation , and strong government .Absence of these projects , means by necessity , failure in Sudanese political development.
|
