المصدر: | الأبحاث العلمية للمؤتمر الدولي: نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم |
---|---|
الناشر: | الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها |
المؤلف الرئيسي: | النصر، وليد بن سيف (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ج7 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
الهيئة المسؤولة: | الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها |
التاريخ الهجري: | 1431 |
الشهر: | شوال - اكتوبر |
الصفحات: | 3777 - 3906 |
رقم MD: | 806306 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
حاولت في هذا البحث المختصر جدا أن أبين حقيقة الاتباع وثماره، وأن توحيد المرسل بالاتباع ركن في الدين، وهذا النوع من التوحيد غفل عنه الكثير من الناس، بل غفلوا عن أهميته، وقصروا في الأخذ به تقصيرا عظيما. كما بينت ما تيسر من ثماره النافعة في الدنيا والآخرة، وأن جميع أعمالنا منوطة بالاتباع، وأنها لا تقبل بدونه، كما أن الإعراض عنه ولو في يسير مؤذن بإحباط العمل، وقد يكون سببا في زيغ القلوب، والموت على الشرك والكفر. كما أشرت إلى منزلة السنة ومكانتها، ووجوب التسليم لنصوص الكتاب والسنة، وكيف أن السلف-رحمهم الله- عظموا النبي صلى الله عليه وسلم، وسنته في حياته وبعد مماته، وسارعوا واستجابوا وتسابقوا في العمل بالسنة، والاتباع لها، وعظموها تعظيما، وأنهم ثبتوا عليها حتى الموت، وأنهم كانوا يطلبون الحجة والدليل على كل ما يفعلون أو يذرون. كما أوضحت أهم صفات أهل الاتباع الذين هم أهله حقا وصدقا؛ كي نلازمهم ونكون معهم، ونفيد منهم. هذا وقد ذكرت العوائق التي صدت الناس عن الاتباع، مثل الرأي وذم أهله والتقليد، وذكرت الأدلة على تحريمه ونقلت بعض الأقوال في ذلك لاسيما أقوال أئمة الدعوة النجدية، وأوضحت أن التقليد لا يجوز إلا عند الضرورة. ومما ذكرت من الأمور التي تصد عن الاتباع الكلام وذمه، والفلسفة والمنطق، كما عرجت على الكتب التي عاقت دون الاتباع مثل كتب الرأي، والكتب الفكرية والحركية والثقافية، وكذا كتب أهل السلوك والتصوف، والخطرات والوساوس ونحوها، وبينت بدعيتها وذم السلف لها. كما بينت أيضا أمورا أخرى صدت الناس مثل: البدع والشبهات، والهوى والشهوات، وحب الدنيا، ومما يصد أيضا شياطين الجن والإنس، والصحبة السيئة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة، والجهل، والجدل وحب الظهور، والغلو والتعمق. وكذا ذكرت أشهر القواعد التي وضعها بعضهم وهي تخدش في توحيد الاتباع، وتصد عن السنة مثل قول بعضهم: ((هذا الحديث العمل على خلافه))، ومنه: ((تقديم القياس على النص))، ومنه: ((تقديم عمل أهل المدينة على النص))، ومنه: "اتباع الجمهور والأكثر ولو كان على خلاف النص"، ومنه: "القول بعدم شمولية النصوص لأبواب الشرع"، ومنه: "التلفيق وتتبع رخص العلماء". وأخيرا ذكرت الأسباب المعينة على الاتباع من الإخلاص والحرص على اتباع النبي صلي الله عليه وسلم، ودراسة كتب السنة والحديث، ولزوم منهج وفهم السلف خير القرون، وملازمة أهل الاتباع. عسى الله أن يردنا جميعا إلى الكتاب والسنة، وطريق السلف الصالح وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يجمع شملنا فنعز كما عز الأولون. فعلي المسلمين أن ينهضوا بكل ما أتوا من قوة بحمل هذه الأمانة العظيمة، وهي السنة المباركة، فيقوموا بتحقيقها وتصفيتها مما دخلها، وحفظها والتفقه فيها، وأن يهبوا في نصرتها والعمل بها، والاتباع لها، والدفاع عنها، ونشرها وإذاعتها بين الناس بجميع الوسائل المسموعة والمرئية، والمكتوبة والمقروءة. فإن من تمام النصح للنبي صلي الله عليه وسلم الإيمان به وتصديقه وطاعته، ومؤازرته ونصرته، وحمايته حيا وميتا، وإحياء سنته، والتخلق بأخلاقه، ومحبته، وموالاته، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، وإبلاغ رسالته، والدعوة إليها ونشرها، والذب عنها، وإقامة شريعته. " فنسأل الله العظيم أن يجعلنا من المتبعين له صلي الله عليه وسلم المؤمنين به، وأن يحيينا علي سنته ويتوفانا عليها، لا يفرق بيننا وبينها، إنه سميع الدعاء وأهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين" |
---|