المستخلص: |
على الرغم من الثراء المعرفي الكمي والنوعي الذي حققه الخبراء في حقل تعليم اللغات الحية، فإن كثيراً من الأسئلة المهمة التي تتعلق بقضايا الاكتساب والتعلم اللغوي لا تزال عالقة، بل إن الشكوك تراود بعضهم حول إمكانية حسمها، مستقبلاً، حسماً نهائياً، لأن تعلُّم اللغة الثانية وتعليمها ليس أمراً هيناً كما يتصوره البنيويون السلوكيون، فهو عملية مركبة، تتضمن عدداً زئبقياً من الأبعاد والمغيرات اللغوية وغير اللغوية. ولعل أبرز المشكلات التي تُطرح بحدة عند تعليم اللغة الثانية قضية النحو، إذ يشكل جزءاً رئيساً في تعليم اللغات بشكل عام، ويعد هذا الجزء من أعقد العناصر النحوية التي ينبغي أن تُدرج في المناهج والمقررات التعليمية، في منظور علم تدريس اللغات، لم يعد يخضع للتقدير الشخصي والخبرة الذاتية، بل أصبح يؤسس على أبحاث علمية ميدانية تستهدف إلى جانب خبره المدرسين وملاحظاتهم , تحليل أهداف المتعلمين وحاجاتهم وإنتاجهم في شتى مراحل التعليم. ولعل أبرز التساؤلات التي ينبغي أن تستجيب إليها مناهج النحو الموجهة لغير الناطقين بالعربية تتمثل في الآتي: لماذا نعلم النحو؟ وكيف نجعل تعلم هذه المادة إجرائيا وذا دلالة؟ أي كيف نجعل العناصر النحوية تؤثر إيجابياً في الإنتاج الإرسالي والاستقبالي للمتعلم؟ وإلى أي حد ينبغي السير به داخل هذه المادة؟ وما المحتوى الذي ينبغي أن يتعلمه؟ وما هو المضمون الذي ينبغي أن تشتمل عليه مناهج النحو الموجهة لغير الناطقين بالعربية؟ .. وباختصار ما هي الأسس العلمية اللغوية والنفسية والتربوية لبناء مناهج النحو؟ هذا هو الهدف الذي تسعى الورقة البحثية إلى الإجابة عنه.
|