520 |
|
|
|a تحاول هذه الورقة البحثية إجراء مقارنة ميدانية لإشكالية الازدواج اللغوى فى تعليم اللغه لغير الناطقين بها من منطلق أن اللغة بنية صوتية تعتمد على مجموعة من الإجراءات العلمية و المنطقية في توصيلها إلى غير الناطقين بها, وبما أن اللغة وعاء حضاري فإنه لابد من العناية الفائقة بالأليات التى من شأنها تسهيل مهمة تعليمها لغير الناطقين بها, هذا إذا كان الأمر قائما على أحادية اللغة, أما إذا تعلق الأمر بالازدواج اللغوي كما هو حاصل في الجزائر, فإنه لاشك أن هناك جملة من العراقيل التي قد تقف حاجزا فى تعليمية اللغة لغير الناطقين بها. بناء على هذا فهذه المداخلة هى محاولة جادة لتسليط الضوء على مركز التعليم المكثف بجامعة منتوري قسنطينة بوصفه تجربة ثرية فى تعليم اللغات لغير الناطقين بها بمختلف الفئات العمرية و الثقافية. تقوم هذه الورقة البحثية على تصور مفاده إجراء مقاربة لطرائق تعليميمة اللغة العربية لغير الناطقين بها, من خلال الاستعانة بمختلف الدراسات المعاصرة, واستكشاف أنماط جديدة, قد تكون مردوديتها فعالة فى تعليم اللغة, وهذا ينعكس بشكل إيجابى على نوعية تعليم اللغة, لأنه من غير المعقول على الإطلاق أن نمارس فعل التربية والتعليم, ونحن نجهل طرائق التعلم, وأليات التوصيل, لأن حوارية التواصل اللغوي تقتضي, أن يكون المعلم ملماً بالأساليب التربوية, ونظريات تعليم اللغة, سعيا إلى تحسين القدرة على الأداء اللغوي أثناء العملية التعليمية من أجل جعل أكبر عدد ممكن من القراء على دراية بهذه اللغة مشافهة وكتابة. انطلاقا من هذا التصور المفهومي كان لابد أن تستعين هذه الورقة البحثية بمختلف طرائق تعليمية اللغة عامة, ولغير الناطقين بها خاصة, وأن تستثمر جهود الباحثين فى النظر إلى هذه القضية, والتعامل معها بالكيفية التي تكون أكثر تلقيا وتجاوبا من الأخرين. إن هذه الحالة هى التي أملت علي جانبا من روح المسؤولية العلمية فى تقصي الحقائق, والوقوف على أحدث النظريات التعليمية للغة العربية لغير الناطقين بها, إيمانا مني ألاسبيل إلى تحقيق المنفعة, وتعميم اللغة العربية إلى غير الناطقين بها ما لم نحسن توظيف أحدث الطرائق وأيسرها, لآن العملية التعليمية ينبغي أن تحاط بالعناية الكافية من أجل التمكن فى أداء المهام التعليمية, بعيدا عن أي إشكالات من شأنها إعاقة العلمية. على هذا الأساس راحت النظريات التعليمية الغريبة المعاصرة الاهتمام بهذا الموضوع, والبحث عن مجموعة الأليات والعناصر التي بمقدروها إحداث نقلة نوعية فى عالم تعلم اللغة لغير الناطقين بها, من خلال التركيز على كفاءة المتعلم, واستعداد المتلقي, والعلاقة بينهما, مع الأخذ بعين الاعتبار مجموعة الثقافات الأخرى التي تعمل على إحداث الفارق في تعليمية اللغة. ولعل المتتبع "لحركة الفكر التربوي في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي يلحظ عناية واضحة بمفهوم تكنولوجية التعليم والمحاولات التى بذلت فى سبيل البحث عن هوية هذا المفهوم, بهدف تنقيته من بعض تفسيرات الخطأ, وتحديد أبعاده وحدوده, وعلاقته بالوسائل التعليمية والمواد و الأدوات والأجهزة المختلفة" التي تعمل على تقديم رؤى جديدة فى تسهيل تعليمية اللغة, لأنها وسيلة مهمة في حياة الإنسان تكوينا ونشأة وتخاطبا وتواصلا, من منطلق الاستمتاع بها من حيث القراءة وطرق الفهم و الإفهام. بناء على هذا دأبت النظريات التعليمية الحديثة على مناقشة الفروق الدقيقة فى تعليم اللغة, نظرا لخصوصية كل واحدة عن الأخرى, وتفردها ببعض المفاهيم التى لا يمكن إيجادها في لغة أخرى, لأن هذه المعرفة من شأنها رفع مستوى التحصيل اللغوي عند الطلبة من جهة, وتفادي حدوث رد فعل انعكاسي من جهه أخرى, من حيث درجة الكفاءة في نقل اللغة, أو الوسيلة التعليمية التي من شأنها تحسين القدرة على الاستيعاب الجيد ولهذا ينبغي أن يكون هناك نوع من التجاذب بين المرسل والمرسل إليه أو بين الباث والمتلقي, وهذا ما أشار جاكوبسون فى مفهوم الوسيلة التواصلية حين حددها بالعناصر الأتيه: المرسل المرسل إليه! الرسالة المرجع الوسيلة
|