ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا









اللسانيات القرآنية : بحث في ابستمولوجيا اللسانيات عند الدكتور أحمد العلوي

المصدر: مجلة الساتل
الناشر: جامعة مصراتة
المؤلف الرئيسي: علوي، حافيظ إسماعيلي (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Alaoui, Hafid Ismaili
المجلد/العدد: س4, ع8
محكمة: نعم
الدولة: ليبيا
التاريخ الميلادي: 2010
الشهر: يوليو
الصفحات: 23 - 64
رقم MD: 813309
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

51

حفظ في:
المستخلص: يظهر جليا أن أحمد العلوي يقصد وضع ضوابط للنظر اللساني قوامه التشكيك في جغرافية هذا الإطلاق العربي والغربي. إن جغرافية الخطاب لا تستوعب لغة الأفكار ومن ثمة وجب الاستعاضة عن اللسانيات بمجالات تداولية تسترفد من النظر القرآني القائم على الجوامع الطبيعية وتبعد كل أشكال النظر القائمة على الجوامع المفاهيمية. فهو لا يفرق بين قديم وحديث لأن أصلهما نظر لا يخرج عن حدود العقلان، وهو بذلك يخرج عن قاهرية السلط المعرفية. لا هو تراثي يحاكي ويقدس ولا هو غربي ينتكس ويتبع، بل يسعى إلى البحث عن أجوبة راهني لكل ما هو معيش ويتجسس عن معارف النظار ليخلخلها ويناطح بينها، فهو بذلك لا يصنع تمثالا يعبد، بل يبحث عن أحجار لرجم الأصنام وعبادها. يقول: "أنا لا أصنع شيئا يصح أن بمسي بأنه نظرية لأنني ادرس القول النظري لذلك لا يجوز أن أجعل القول النظري موضوعا للدراسة وأن أصنع نظرية للترادف لأنه يجب أن أتحدث عن القول النظري بطريقة تجسسية لا بطريقة نظرية لأن القول النظري إن بحث بقول نظري أخر فالنتائج قول نظري ذو طبيعة شاذة ولهذا فإن كل قول عن القول النظري هو بالضرورة قول تجسسي، ولذلك فإنني أمارس على القول النظري تجسسا خاصا ومنه هذا الأمر الذي سميه بترادف النظريات أو تجاور النظريات أو بالأصول الفلسفية مثل القدر والحدوث والقوة هذه المسائل تنتمي إلى اللغة العادية بل تنتمي إلى اللغة الطبيعة ولذلك فإن أصحاب القول النظري يحسون بالمرارة حينما يقاس قولهم بألفاظ طبيعية، أو بألفاظ عادية، والألفاظ العادية هي أدني (...) من الألفاظ الطبيعية فالترادف النظري والتجاوز النظري والإقليمية النظرية كما سميتها وألفاظ من هذا النوع ليست ألفاظ نظرية ولكنها تجسسية. تبقى إبستيمولوجيا العلوي إبستيمولوجيا خاصة داخل خريطة اللسانيات، وهي كذلك لأنها مختلفة عن غبرها وهو اختلاف مشروع تجيزه طبيعة البحث واللساني نفسه. إن مصيبة اللسانيات أن موضوعها اللغة وبما أن العالم لغة واللغة لغة، فإن اللساني سيظل يلهث وراء استلزامات لغوية أبدية تحت رايات لا اختلاف إلا في ألوانها هي شكلية بانينية وعاملية سيبويهية ومقولية زمخشرية ونظامية سوسورية وإبداعيه تشومسكية واللائحة طول الزمن العقلاني أما الزمن الحقيقي لحظة ولغة فيعلمه خالقه... إن القراءة المتأنية لمشروع الدكتور احمد العلوي تقودنا إلى التمييز بين لحظتين أساسيتين؛ لحظة تأسيس ولحظة نقد. تتعلق الأولى بالدفع بالتحاليل النحوية العربية القديمة والنظريات اللسانية الحديثة إلى نهاياتها، إنه هنا لساني يؤسس ولكنه ينبه إلى أن تأسيسه لا يقوم على المعتقد: وتتعلق الثانية باستخدام أصول وأسس النظريات والنماذج القديمة والحديثة وهو هنا ينتقد بل يجاوز النقد إلى الهدم. ومما لاشك فيه أن التوجه الابستمولوجي لدي أحمد العلوي صار يشكل مدرسة خاصة بالمغرب تترجم هذا الأمر أعمال عدد من تلامذته الذين اختاروا هذا التوجه فأقاموا رسائل وأطاريح ومؤلفات تنحو منحاه وتستفيد من تأويله وتخريجاته بقي أن نشير إلي أن إدخال القول القرآني والمحمدي في المذاكرات الثقافية يعني إماطة اللثام عن التناقض الذي يعيشه (المسلمون) إذ كيف يعقل أن نعد القران حقا مؤلفا بالمقدمة الإيمانية وفي الوقت نفسه نخرجه من القول الثقافي وكأنه حق صغير أو حق في كل شيء إلا في الثقافة لا معني لترك القرآن في أيدي جماعة من السياسيين والمحترفين الدينيين من كل الجهات وأن يتخلى عنه أهل المعرفة مادام القرآن المجيد يتعرض للقضايا المعرفية والدلالية والعلمية والمنطقية الشمولية الأصلية فلا معني للحكم بإبعاده من المذاكرات المعرفية لمجرد استيلاء جماعات سياسية أو فلسفية أو محترفة دين بغير حق علي الاختصاص به لا فصل بين القران والمعرفة.