ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الشباب الجزائري والتعبئة السياسية عبر فضاءات الحوار الإفتراضي في ظل موجة الإحتجاجات

المصدر: مجلة إنسانيات
الناشر: مركز البحث في الأنثربولوجيا الإجتماعية و الثقافية
المؤلف الرئيسي: مجاهدي، مصطفى (مؤلف)
المجلد/العدد: ع55,56
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: يونيو
الصفحات: 67 - 83
ISSN: 1111-2050
رقم MD: 817193
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: نستطيع القول أن محاولات التعبئة الجماعية على الشبكة الافتراضية في الجزائر واجهت ظرفيا على الأقل سياقا أفرز مجموعة من العوائق الموضوعية. تتعلق مجموعة منها بجوانب تقنية مرتبطة ببنية الأنترنت في الجزائر واستعمالاته التي تعرف تأخرا مقارنة بدول أخرى. ولما كان انتشار وامتداد استعمال فضاءات الحوار الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) مرتبط بمدى اتساع الاستعمالات عامة للشبكة، فإن ذلك لم يوفر فرصا أمام هذه الفضاءات لتلعب دورا كبيرا مثلما راهنت على ذلك القوى السياسية التي انساقت وراء الاعتقاد في القوة السحرية لفضاءات الحوار الاجتماعي. واجهت محاولات التعبئة الساعية وراء جلب الشباب إلى الاحتجاجات في الساحات العامة كذلك، مبادرات سياسية كانت استشعرت مسبقا الوضعية التي يعيشها الشباب وكانت قد انطلقت في برامج تمكنت من جلب فئات عريضة من هذه الشريحة إلى البرامج التي اقترحتها السياسات العمومية لاسيما فيما يتعلق بالتشغيل. هذا السبق مكن السلطة من احتواء الشباب من خلال فتح باب الحوار الذي حمل شرائح كبيرة من الشباب إلى التعبير والاحتجاج في فضاءات منظمه ويسهل مراقبتها. وقد اتبعت السلطة هذه الخطوات بتوجيهات لاستعمالات فضاءات الحوار الاجتماعي، تدخلات أقنعت على الأقل فئة من محبي فايسبوك وتويتر حتى وإن لم تكن كبيرة. بقيت محاولات النداء إلى الاحتجاج رهينة الأساليب القديمة، واعتقد بعض السياسيين أنه بإمكانهم القيام بالتعبئة، وفاتهم أن مختلف موجات الاحتجاج التي حدثت لم تكن لها زعامات، ولم تقم على الزعامة والكارزما التقليدية. وجبت في هذه الخلاصة العودة إلى بعض الأفكار التي طفت على السطح مع انطلاق موجة الاحتجاجات والتي بدت من كثرة تداولها من قبل وسائل الإعلام على أنها مسلمات. من أهم هذه الأفكار الرائجة، الاعتقاد أن الثورة تحدث انتقالا مباشرا، آليا وآنيا إلى وضع أفضل، أما الثانية فتتمثل في الاستبثار والتسليم بالقدرة السحرية لفضاءات الحوار الافتراضي في إشعال الثورات والسير بها إلى نهاية المطاف. تبين شيئا فشيئا أن الأم ليس كذلك على الأقل في المدى القصير إذ أظهرت نتائج المسح الذي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في 2011 ذلك الشعور الذي ينتاب المواطن في تونس ومصر حول تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية بعيد الاحتجاجات وسقوط الأنظمة. يصرح 53% من المستطلعة آراؤهم في تونس أن الوضع الأمني أسوء مما كان عليه على عهد نظام بن علي، وتبدو الأمور أسوء في مصر إذ أن 72% من المستطلعة آراؤهم يرون أن الوضع الأمني أسوء مقارنة بما كان عليه خلال فترة حكم نظام مبارك. يسري ذلك أيضا على المجال الاقتصادي، أين يرى 43 % من المستجوبين في تونس أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد أسوء مما كانت عليه على عهد النظام السابق، وفقط 21% يرون أنها أفضل مما كانت من قبل. ويعبر المصريون عن تشاؤم أكبر إذ 66% من المستجوبين يؤكدون أن الوضع الاقتصادي أسوء الآن مما كان عليه على عهد نظام مبارك. مهما يكن من أمر هذه النتائج، إلا أن فضاءات الحوار الافتراضي برزت أو أريد لها أن تبرز بوصفها فاعلا في إشعال وإنجاح هذه الثورات، ومن كثرة الحديث عن فايسبوك وتويتر اعتقد البعض أن الغالبية العظمى من الشعب المصري كانت عاكفة في تلك الفترة على فايسبوك وتويتر، لم تكن في حقيقة الأمر كذلك إذ تبين وفقا للمعطيات الميدانية أن فقط 3 % من المستجوبين في مصر ذكروا أنهم شاركوا بدعم الثورة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

ISSN: 1111-2050