المصدر: | مجلة إنسانيات |
---|---|
الناشر: | مركز البحث في الأنثربولوجيا الإجتماعية و الثقافية |
المؤلف الرئيسي: | ببوشمة، الهادي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع63,64 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 143 - 166 |
ISSN: |
1111-2050 |
رقم MD: | 817826 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
لقد ارتبط تاريخ تلمسان ومجتمعها بالحمام، حتى أصبح معيشا أساسيا ورمزا لهويته. فقد زخرت هذه المدينة منذ القدم بأحسن الحمامات وأميزها ببلاد المغرب، فكان ذلك عنصر رامز لتميز المجتمع التلمساني، ومن ثمة ساهم الحمام بوصفه فضاء تنظيفي واجتماعي وثقافي وخدماتي في ترسيخ ذاكرة وهوية المنطقة، بشكل مكن من تواصل وإعادة إنتاج هذا التراث وقيمه ضمن طقوس وممارسات ساكنة تلمسان عبر أجيالهم المختلفة، وطبع مخيالهم السوسيو ثقافي انطلاقا من التأريخ لهم عبر مؤسسة الحمام. إذا كان ذلك يمس الجانب الثقافي خصوصا، فإن دور الحمام اجتماعيا تعدى ذلك إلى صناعة اجتماعية الإنسان التلمساني كما وطد تضامناته سواء في فترات رخائه وهنائه، أو حتى في فتراته العصيبة. في المقابل كان دوره الديني ذي أهمية كبيرة أيضا فقد ربط المخيال الشعبي المحلي دوما بين الحمام والدين من خلال عنصري النظافة والطهارة، ومن ثمة شطري الإنسان الدنيوي والقدسي، وما يتضمنه الحمام من رمزية تحيل إلى النظافة والإيمان والجنة على عكس مع الوسخ، الذي ربطه بالشيطان وجهنم. ومنه شكل الحمام دوما طقسا ضروريا للعبور من النجاسة. والدنيوي إلى الطهارة والدين وفرائضه وشعائره. عموما يبقى الحمام ظاهرة تحيل إلى كل ما هو سوسيولوجي وأنثروبولوجي، فهو جزء مهم من ممارسات مجتمع تلمسان اليومية وطريقته في العيش، كما يطبع جزء مهما من ذاكرة وثقافة هذا المجتمع وتمثلاته، فهو الفضاء الأبرز في مورفولوجية المدينة إلى جانب المسجد والسوق، اللذين يعتبران مركز التقاء الرجال بينما يظل الحمام إلى جانب المقبرة الفضاء النموذجي للقاء وتبادل الخبرات والتواصل عند النساء. وإلى جانب اعتباره عتبة للمرور من الدنس إلى الطهارة، ومن الأرضي إلى المقدس، فإن الحمام يوفر سبل الانتقال من الواقعي إلى التخيلي، عبر رسم معالم محددة لهوية الشعوب وثقافتها، كما يعتبر مؤسسة مساهمة في التنشئة وتفريخ قيم المجتمع ومعاييره الاجتماعية، عبر التبادل المادي والرمزي واللقاء، وتمتين أواصر العلاقات والحميمية الاجتماعية عبر الصداقة والخطبة والزواج. ومن ثمة كان ويبقى الحمام بتلمسان الموروث الثقافي والصحي والطهوري، الذي وفر دوما سبل العلاقة الإنسانية والجسدية، كما كان دوما عالما للترفيه والفرجة، ومصدرا للالتذاذ وتطوير الذات واستخدام مختلف المواد التقليدية والتجميلية، لصناعة جسد، يتقن قواعد لعب المعاشرة الزوجية واستراتيجياتها وجالب للاهتمام، وسامح للعلاقة مع الآخر ومع الله وعبادته خصوصا. |
---|---|
ISSN: |
1111-2050 |