ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







السرد من النسق السمعي إلى النسق البصري

المصدر: قوافل
الناشر: النادي الأدبي بالرياض
المؤلف الرئيسي: بودبوز، سعيد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع35
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2017
التاريخ الهجري: 1438
الشهر: مارس
الصفحات: 34 - 41
ISSN: 1319-0016
رقم MD: 820501
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

33

حفظ في:
المستخلص: ثمة علاقة تلازم بين النسق السمعي وسلطة الجماعة، حيث لا يحصل الحكي إلا جماعيا، وبالتالي فلا بد أن يكون للطرف السارد على المسرود سلطة ما، أو فضل يجعله متميزاً عنه، فالجدة –مثلا -هي التي تروي الحكاية للطفل، والسبب واضح؛ لأنها الأكبر سناً بين أفراد العائلة، وأكثرهم تجربة، وأفضل منهم خبرة، وقس على ذلك في باقي أنماط الرواة، ففي كل واحد منهم روح الجدة، وفي كل مسرود له روح الطفل. ولكن بفضل انتقال الحكاية من سلطة الصوت إلى حرية الحرف، انقطع الحبل السري الذي كان يربط الملتقي بالجماعة، وأصبح كل من السارد والمتلقي بإمكانه أن يمارس الحكي كتابة أو قراءة بشكل فردي. ونستنتج من هذ ا أن للنسق البصري علاقة متينة بتحرر السارد أولا من الذوبان في الجماعة، علما بأن الجدة نفسها (أو الراوي مطلقا ) ، لا يملك إلا أن يقول: ((يحكى أن، أو يقال... إلخ))؛ ذلك لأن من طبيعة الصوت الانتشار في كل الاتجاهات، وبالتالي، فكأن كل ما يقال شفاهيا يصبح ملكا لكل من يسمعه، أما الحرف (الكتابة)، فهو قائم في الأصل على مبدأ الرسالة. ومعلوم أن النص يتضمن ثلاثة أركان، وهي؛ (المرسل - الرسالة - المرسل اليه)٠ اذن، فالنص في الأصل مرسل من شخص معين الى آخر. وكما أن ما يقال شفاهنا يصبح ملكا لكل من يسمعه، فكذلك يصبح عرضة للتخريق والتخريف؛ بل يمكننا القول؛ إن ثمة قاعدة صلبة، وهي؛ كل ما يصبح شعبيا يصبح متشعبا، فكلما تعددت الأطراف التي تناولت حكاية، أو حكمة، أو رواية تاريخية، أو حتى رواية دينية، أو حديثا نبويا، تتعدد صيغها والأوجه الخرافية التي تتقنع بها، فلهذا يصح اعتبار الحكاية الشفاهية شعبيه؛ لأنها في الواقع ليس بإمكانها إلا أن تكون شعبية ومتشعبة.

ISSN: 1319-0016