ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أزمة كهرباء غزة بين التهويل والتهوين: تقرير وصفي - تحليلى

المصدر: شؤون فلسطينية
الناشر: منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
المؤلف الرئيسي: محيسن، تيسير (مؤلف)
المجلد/العدد: ع267
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2017
الشهر: ربيع
الصفحات: 33 - 44
رقم MD: 820710
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

27

حفظ في:
المستخلص: تدلل تجربة الفلسطينيين خلال العقدين المنصرمين، بما في ذلك إدارة ملف الكهرباء في قطاع غزة، بأن «وهم السيادة» طغى على مجمل سلوكهم. أفضى هذا الوهم إلى انبثاق أزمات وافتعال أخرى مع تلاشي القدرة على مواجهتها في ظل هيمنة «منطق الانقسام» وتنصل دولة الاحتلال من مسؤولياتها. وبالتالي، ليس غريبا والحال كذلك أن تضعف مرتكزات صمود المجتمع وتتفاقم الأزمات. تندرج «أزمة الكهرباء»، طبقا لمصطلحات إدارة الكوارث والحد من مخاطرها، فيما يعرف بـــ «الكوارث من صنع البشر» man-made، وهي في جانب كبير منها مفتعلة؛ أو قل إنها مشكلة قابلة للحل ولكن أحدا لا يريد حلها. ومن تداعيات هذه الأزمة وغيرها، أن بات الشأن الفلسطيني "قصعة" مفتوحة، يعبث بها كل راغب في النفاذ إلى قرارنا وإرادتنا، بالمال تارة وبالتهديد تارة أخرى. وللمفارقة، بينما تتعاطى دولة الاحتلال مع القضايا الاستراتيجية المرتبطة بالصراع، أتخمت أجندتنا بتفاصيل حياتنا المرهقة بحثا عن حلول باتت شبه مستحيلة. وإذا كانت الغاية من افتعال الأزمات أًن تبقى غزة رهينة، مسلوبة الإرادة، تعيش حالة انتقالية إلى أن يتقرر مصيرها؛ فإن أزمة الكهرباء على وجه الخصوص تدفع الناس إلى اليأس والخوف من المجهول والترقب القلق. كما أنها تفقد القدرة على التركيز والاهتمام بالأولويات وتنفي شرط النمو والتقدم. وإذا كانت أزمة المعابر تحد من القدرة على التواصل والانفتاح، وأزمة المياه تجعل من غزة مكانا غير قابل للحياة فيه، فإن أزمة الكهرباء تفاقم من كل هذه الأزمات لتجعلها، مجتمعة، أداة فعالة في تقويض ما تبقى من ركائز الصمود والقدرة على المواجهة. لا ينحاز هذا التقرير إلى طرف على حساب طرف فهذا لعمري من باب الترف ففي نهاية المطاف قليل من الإرادة كفيل بأن يجنب مليونين من الفلسطينيين عذابات لا مبرر لها مهما كانت حجج وذرائع من لهم الولاية بفعل الواقع والوصاية بحكم القانون ويرى معد التقرير وجاهة وحكمة في كل الاقتراحات المقدمة ولكن ما ينقصها جميعا الإرادة التي تحولها إلى واقع خطط وإجراءات. قبل أن يأتي زمان نقول فيه: لقد فات الأوان! أي حين تتحقق الغاية التي افتعلت كل أزماننا من أجلها أي دفعنا دفعا نحو القبول بالحل الإقليمي.