المستخلص: |
سعينا في هذا البحث إلى تحليل أسلوب الرواية الواقعية ودقتها في عرض صور من بيئة وحياة المجتمعات والإنسان بكل تفاصيلها تاريخا وجغرافية، ثقافة، أفكار، فلكلور، تقاليد وأعراف، حيث أنها تمثل الرواية الأكثر قربا ودقة من واقع المجتمعات ويمكنها أن تفيد الباحث والقارئ في تكوين أفكار وزيادة المعرفة عن مجتمع أو مكان معين. ناقشنا كذلك موضوعة الذاكرة الوطنية المتعلقة بالمجتمع الأسباني في فترة نهاية القرن التاسع عشر مطلع القرن العشرين، حيث نشرت الرواية في العام ١٩٠٠، ولعل من المعروف عن أعمال الروائي بلاسكو ايبانيز بأنها واقعية وفيها روح الانتماء للمكان، حيث تدور أحداث الرواية في مقاطعة (الكيريا) التابعة لمدينة فالأنسيا، عرضنا في البحث ملامح الذاكرة والتي مثلت جوهر الرواية وعرضنا صورا للذاكرة الوطنية الجمعية والفردية وأثار تعلق الإنسان بالمكان الذي يمثل الخطوة الأولى للانتماء، في ظل ظروف ومتغيرات كثيرة وصعبة شهدها المجتمع الأسباني في تلك الفترة، وعلى جميع الأصعدة، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، وحتى نفسية، شكلت بدورها ذاكرة الإنسان الأسباني المليئة بالمعاناة والمرارة في ظل انقسام المجتمع وتفشي الطبقية المقيتة. في الجزء الأول: ناقشنا قضية الذاكرة الوطنية والانتماء حيث عرضنا صور من طبيعة المدينة التي عاش فيها بطل الرواية رافائيل بحدائقها الجميلة وأنهارها وجبالها، وكذلك حياة الناس وتقاليدهم ودور الحكاوي الشعبية والأساطير في أسلوب حياتهم وكذلك الارتباط الديني للمجتمع حيث الكنيسة الكاثوليكية تمثل محور حياة الإنسان وأفكاره وثقافته، ولعل المكان والرموز الدينية والتقاليد الاجتماعية والأعراف والإيمان كلها تمثل رموزا للهوية الوطنية لكل مجتمع والعالقة في ذهن الإنسان ولا سيما أبطال الرواية. في الجزء الثاني: تكلمنا عن ذاكرة الجسد ومشاعر الانتماء للمكان وعلاقته وتأثيره على مشاعر الإنسان وعواطفه وهمومه حيث يعتبر المكان سجلا يدون الأحداث التي يمر بها الإنسان بكل تفاصيلها الدقيقة، وحيث أن كل جزئية في المكان تمثل جزءا في ذاكرة الإنسان سلبية كانت أم إيجابية، فلحظات الفرح والحب والأمل والمرض واليأس والحرمان كلها صور يعكسها جسد الإنسان وقلبه أي أنها ذاكرة خارجية وداخلية لجسد الإنسان وهذا ما عكسته ذاكرة بطلة الرواية (يونورا) وبطلها (رافائيل) واللذان مثلا طرفي نقيض تمثلت بالطبقية المقيتة التي قسمت المجتمع الأسباني إلى فقراء وأغنياء من البرجوازيين والذين ترسخت في ذاكرتهم روح الانتماء لنفس المكان حيث عاشت أجسادهم عواطف مشتركة تجسدت في علاقة حميمة، لكنها في النهاية، لم تعد سوى أثر لجرح في قلب كل منهما مرتبط بالأرض التي ولدوا وترعرعوا فيها.
In this research we discussed the subject of memory, in all its forms which related with national identity and belonging of Spanish society in the nineteenth century, through novel (Among the Trees of Orange) of Spanish writer Blasco Ibanez, when human's life and his style and way of living attached to the place he grew up and influenced by the environment where he lived, influenced by the traditions and religious values and morals, they become a part of his personality and his style, even if he changed his place or lived in another country, moreover we discussed the memory of body, which is the feelings and emotions of human, when all the moments of love, happiness and pain linked to the places where he lived, these form the memory in humans also shows belonging.
|