المستخلص: |
تشهد الدول العربية محاولات عديدة خلال العقود الأربعة الأخيرة لتنمية مستوطنات بشرية جديدة في الأقاليم الصحراوية ذات الكثافة السكانية المنخفضة من أجل إعادة توزيع السكان على المستوى القومي وتخفيف الضغوط الهائلة على العواصم والحواضر التاريخية التي تنامي حجمها وقوى الاستقطابية باضطراب مستمر وارتفعت كثافتها السكانية مما ولد كثيرا من التأثيرات السلبية على الظروف البيئية في هذه المدن ومنظوماتها الاجتماعية والاقتصادية. وحيث أن النظام البيئي الصحراوي يتميز بحساسية شديدة (بالمقارنة مع الأنظمة البيئية الأخرى) تجاه التدخل البشري وعمليات التنمية بأشكالها المختلفة زراعية، وصناعية وعمرانية وغيرها. ودراسة تاريخ المجتمعات الصحراوية على مر القرون ينبئ بحقيقة هامة، وهي أن المجتمعات البشرية التي حاولت أن تفرض على الصحراء أنماطا داخلية ولم تنظر إلى القوانين البيئية الحاكمة فيها فقد اندثرت هذه المجتمعات وتقوض عمرانها. ستحاول هذه الدراسة أن تبين بأن المستوطنات البشرية كما هي فحيثما يتواءم مع البيئة يعيش وينمو ويتكيف ويتعايش معها، فهنالك عمليات حيوية داخلية تفرضها الظروف الجيوموفولوجية. إن الفكر الجديد للتخطيط العمراني البشري في الصحراء، يجب أن يرتكز على مجموعة من المحددات الأساسية التي تتبع من فهم ايكولوجية الصحراء وستحاول هذه الدراسة تشخيص بعض المؤشرات التخطيطية التي يؤدي استخدامها في تنمية المستوطنات الصحراوية الجديدة في الوطن العربي
|