ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الحروب الأهلية فى إفريقيا : دراسة حالة إقليم دارفور

العنوان بلغة أخرى: Civil Wars in Africa : The Case Study of Darfur, Sudan
المؤلف الرئيسي: العمامي، مدحت مبارك جمعة علي (مؤلف)
مؤلفين آخرين: الدرسي، عبدالله محمد مسعود (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2010
موقع: بنغازي
الصفحات: 1 - 231
رقم MD: 833158
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة ماجستير
الجامعة: جامعة بنغازي
الكلية: كلية الاقتصاد
الدولة: ليبيا
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

511

حفظ في:
المستخلص: تعتبر ظاهرة الحروب الأهلية، من أهم الظواهر السياسية من حيث انتشارها وتأثيرها، ومن حيث اختلاف معظم علماء السياسة والباحثين وحتى المراقبين السياسيين، حول أسباب الحروب الأهلية ويأتي هذا الاختلاف من كونها ظاهرة متشعبة الأسباب، وتمتد بتاريخها إلى أزمنة بعيدة رغم اختلاف أشكالها، والجماعات المتصارعة فيها، أو مناطق الحرب. ورغم اشتراك معظم الحروب الأهلية على المستوى العالمي في نفس أسباب نشأتها واستمرارها، إلا أن هذه الحروب غالبا ما تتحكم فيها ظروف وعوامل مختلفة من شأنها أن تزيد من حدة الصراع أو حتى تنتقل به إلى أزمات ومشاكل، أو تساعد في الوصول لتسوية معينة لهذه الأزمة. وتحظى القارة الإفريقية، بنصيب كبير من هذه الحروب الأهلية، والتي أصبحت منتشرة بشكل كبير في مختلف أرجاء القارة الإفريقية، الأمر الذي خلق معه مناطق وبؤر صراع وتوتر في الدول المعنية، كما تعتبر القارة الإفريقية أرضا خصبة لمثل هذه الحروب لعدة أسباب مهمة جاءت في مجملها كإفرازات مباشرة للحركة الاستعمارية التي تعرضت لها القارة الإفريقية في فترة تاريخية معينة وما استطاع الاستعمار زرعه من قيم مخالفة لما كانت عليه الحياة الاجتماعية، والقبلية، والسياسية في السابق. إن طبيعة التكوين القبلي والعرفي والاجتماعي بصفة عامة لشعوب القارة الإفريقية سهل على الاستعمار مهمته في زرع الفتن والضغائن والتفرقة بين أبناء القارة الإفريقية وذلك عبر رسم حدود مصطنعة تجاهل فيها المستعمر الامتدادات القبلية والتركيبة الاجتماعية المتشعبة والمتشابكة لأبناء هذه القبائل عبر الأراضي الإفريقية وحياة هذه القبائل غالبا ما كانت تتمحور حول أمرين مهمين، إما الزراعة البدائية لبعض المحاصيل المهمة، وإما الرعي للإبل والماشية، مع وجود بعض جماعات الصيد المنتشرة في أرجاء القارة الإفريقية – صيد الأفيال والنمور والغزلان. إن التكوين البسيط للحياة الاجتماعية ومن ثم للحياة السياسية، لم يؤهل شعوب القارة الإفريقية قديما للتصدي وبشكل قوي للتخطيط الاستعماري، الأمر الذي فجر ما يسمى بالتقسيم الجغرافي لدول القارة الإفريقية الذي لم يراعي فيه سوى المصالح الاستعمارية فقط، ومن ثم استمرار هذا التقسيم حتى بعد حصول معظم دول القارة الإفريقية على استقلالها بإبقاء الأنظمة السياسية الحاكمة على هذا التقسيم الجغرافي ومعه التقسيم الاجتماعي وتفكك القبائل والاعتراف بهذا التفكيك كما إن وجود أنظمة سياسية تملك رؤى وأهداف ومصالح خاصة، جعل من الاهتمام بالشعوب أمرا ثانويا وليس إستراتيجية إصلاح سياسية، الأمر الذي وسع الهوة ما بين الأنظمة وما بين الشعوب في تلك الدول، ومع تبني الأنظمة السياسية الحاكمة نظام الحزب الواحد أو الفرد الواحد، وتحيز الأنظمة الحاكمة لجماعات وقبائل معينة ذات قوى اقتصادية أو تأثير اجتماعي، أو امتداد عرقي، زاد من حدة الاختلاف ما بين هذه الأنظمة الحاكمة وشعوبها، ومع تنامي الوعي الفكري والسياسي لدى بعض الجماعات في الدول المعنية، إما عن طريق ظهور قيادات ذات توجهات مناهضة للسياسات الحكومية أو عن طريق تكوين جماعات مسلحة غرضها الأساسي الانفصال الكلي عن الدولة أو ظهور مجموعات تسعى لاقتسام السلطة والحصول على نصيب من المشاركة السياسية وتوزيع الموارد التي استأثرت بها السلطة السياسية لصالحها وصالح الجماعات الموالية لها.

كل ما سبق ذكره من وضعية هشة للأنظمة السياسية حيث أن بنائها اعتمد بشكل كبير على أيديولوجية مستوردة ذات مضامين استعمارية تشجع على سياسات الاستعلاء والتحيز، ومساندة الطبقات ذات التأثير الأقوى، إضافة إلى ذلك سوء استخدام وتوزيع الثروة ووجود قاعدة تجهيل رسم خطواتها الأولى الاستعمار واستمرت النظم الحاكمة في تنفيذها، الأمر الذي جعل معه ضرورة التمرد على كل هذه الأوضاع ومحاولة الحصول على مزايا وحقوق ومصالح كل حسب رؤيته الخاصة، ودور الاستعمار في تغذية ودعم مثل هذه الجماعات، للوصول بها إلى صراعات مع بعضها البعض أو مع الأنظمة السياسية وصولا إلى حرب أهلية على مستوى الدولة. من هنا جاءت فرضية الدراسة التي استندت على أنه "تشترك عوامل ذاتية وعوامل موضوعية في تصاعد ظاهرة الحروب الأهلية في إفريقيا، وتأثرها بشكل واضح باختلاف مصالح الدول الغربية". وقد تناولت الدراسة من خلال فصولها الثلاثة موضوع ظاهرة الحروب الأهلية في إفريقيا، وتناولت الدراسة بدراسة "الصراع الدائر في إقليم دارفور السودان" كحالة دراسية، توضح من خلالها كيفية تحول النزاع التقليدي ما بين القبائل ذات الأصول المشتركة من نزاع تقليدي تتحكم فيه وتوجهه وتسيطر عليه مجالس القبائل وشيوخ العشائر والوجهاء، إلى صراع تشترك فيه أطراف مختلفة محلية ودولية، وتحتوي الدراسة على مقدمة وثلاث فصول وخاتمة، ويتناول الفصل الأول الحروب الأهلية في إفريقيا من حيث تقسيم القارة الإفريقية جغرافيا وتقسيمات شعوب القارة الإفريقية وامتداداتهما الطبيعية ومدى ارتباط هذه الشعوب مع بعضها البعض تاريخيا وثقافيا، وظهور الأطماع الاستعمارية في القارة الإفريقية وتقسيم القارة الإفريقية إلى دويلات صغيرة، فمزقت معها وحدة شعوب القارة وتفككت إلى أجزاء صغيرة سهلة المنال، أما الفصل الثاني فاستعرض إقليم دارفور كحالة دراسية، فتناول الإقليم جغرافيا، واجتماعيا من حيث دراسة تاريخ إقليم دارفور السياسي، والتركيبة القبلية، والجذور التاريخية للنزاعات فيه، كما تناول أزمة دارفور من حيث الأسباب الرئيسة وعوامل تطورها وتاريخ النزاعات والصراعات وتحولها إلى أزمة سياسية تفاقمت إلى أن وصلت إلى حرب أهلية، ومحاولات وجهود التسوية من قبل مختلف الأطراف داخليا وإقليميا ومساعي ليبيا في حل ومعالجة أزمة دارفور والوصول بها إلى نتائج مرضية تساعد في إنهاء الأزمة تماما.

وأهتم الفصل الثالث من الدراسة بتدويل قضية دارفور وخروجها من إطارها المحلي للإطار الدولي والعالمي، وضغوط التدويل والدوافع الداخلية والخارجية للتدويل وما جره هذا التدويل على الأزمة ومسارها من تغيرات، إلي جانب دور الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي في حل أزمة دارفور، والتدخل المباشر من قبل الأمم المتحدة في قضية دارفور والقرارات المتعلقة بدارفور والتي أصدرها مجلس الأمن وانعكاسات هذه القرارات على أزمة دارفور خصوصا وعلى المنطقة بوجه عام. ومن خلال الاستعراض السابق لفصول الدراسة الثلاثة فقد توصلت الدراسة إلى عدة ملاحظات كان أهمها: 1. أن المصالح الخارجية ذات الصلة هي صاحبة التأثير الأبرز في ظاهرة الحروب الأهلية في إفريقيا. 2. إن البنية الهشة للأنظمة السياسية في دول القارة الإفريقية ساعدت وبشكل كبير على خلق هوة كبيرة بين المص

عناصر مشابهة