ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النص والخطاب ... المفهوم والإجراء: قراءة تأويلية في ديوان المعاني

المصدر: عالم الفكر
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
المؤلف الرئيسي: عيد، محمد عبدالباسط (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Eid, Mohammed Abdel Basit
المجلد/العدد: مج43, ع1
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: سبتمبر
الصفحات: 39 - 72
ISSN: 1021-6863
رقم MD: 834694
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex, EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

20

حفظ في:
المستخلص: إن الحديث عن تعالق النصوص على نحو ما أشار أبو هلال ومن سبقه من علماء العربية الكبار يشير بجلاء إلى استواء مفهوم الخطاب قويا راسخا في أذهانهم، فالحديث عن العلاقات هو في جوهره حديث عن التواصل، ولا يمكن لهذا أن يتم بمعزل عن التأويل، فالنصوص في هذا النظر لا تتبدى ذواتا مفردة ولكنها بناء خطابي كبير كثير التداخل عميق التركيب. وحين يقدم كل شاعر نصا مفردا فإنه في الحقيقة يعيد تأويل ثقافته وتراثه مرة أخرى، بما يعني أن النصوص الفردية حلقات صغرى في دائرة كبيرة، كل نص/ حلقة جديدة هي إضافة لما سبقها من حلقات/ نصوص. فالماضي في هذا الدرس لا يعاد إنتاجه، ولكن يتكشف عبر النصوص الجديدة مرة أخرى، الماضي ليس معطى راكدا ولكنه يحيا مرة أخرى بإمكانات وعطاءات جديدة. وما يستحق التشديد هنا أن البحث في العلاقات يبدو مستندا على البداهة والفطرة، فلا ينفق أبو هلال أي جهد في إقناع قارئه بضرورة البحث في العلاقات، فالعلاقات والبحث فيها أمر محسوم بإحكام المنطق وإشراق البداهة. في ختام هذه المقاربة يمكن القول بكثير من الاطمئنان: إن أهم ما قدمه أبو هلال في هذه القراءة أنه نظر إلى التفاعل النصي نظرا يجاوز بمسافة واسعة "قضية السرقات" وإقراره المبدئي بضرورة تعالق النصوص وتناسلها، فلم يُعْن أبو هلال بفكرة الأول والثاني، أو الأصل والفرع -التي هيمنت على البحث البلاغي قبله -قدر عنايته بحركة المعنى وتفاعلها فلا قداسة للأول على الثاني، فحركة المعنى قد تنطلق من المحدث لترتد على القديم، كما قد تطلق من القديم لترتد على المحدث. نحن إذن إزاء مقاربة انشغلت بماهيات المعاني وكيفيات انتقالها، وهذا يجعل من صنيعه -رحمه الله -عملا "تناصيا" رفيعا في المقام الأول، ولكنه أيضا يختلف "التناص" أو هو ليس "التناص" كما قررته المدرسة الغربية بشكل تام. أبو هلال غير معني بإثبات التعالق بين النصوص فهذا ما لا جدال فيه، ولكنه معني -في المقام الأول -برصد حركية المعنى النامية باستمرار. فالنص -في مقررات التناصية -يشير إلى نص آخر أو أكثر، ولكن المعنى -هنا -حركة دافقة تشير إلى بنية العقل وطرائق التفكير، فديوان المعاني بحث في النصوص العربية مثلما هو بحث في قيمها وعقلها وروحها. وهذا فرق جوهري بين ما يقدمه هذا الدرس والتناص في الفهم التفكيكي الذي انشغل بالمعنى ولكنه المعنى المرجأ باستمرار، حيث يسبح الدال في الفراغ. في عمل أبي هلال حيوية تفتقدها كثرة من المدارس والاتجاهات الحديثة، فتحركه بين المعاني جعل النصوص (سابقها ولاحقها) نصا واحدا، فقد يكون السابق نقطة الانطلاق، وقد يشكل اللاحق نقطة الانطلاق، كما جعل هذا النهج الثقافة في اختلافاتها – مقامات وأحوالا-ثقافة واحدة، أو هو بحث يتأكد به التنوع داخل الوحدة، فلا تدابر ولا تنافر فيها، وإنما ثقافة ينساب قديمها في جديدها انسيابا لا قيمة فيه للحديث عن سابق ولاحق بالأساس بقدر ما تبدو فيه الحاجة إلى الحديث عن قدرة النص على الإسهام في البناء الثقافي المتنامي.

ISSN: 1021-6863

عناصر مشابهة